قوله: ﴿ وَقَالُواْ ﴾ هذا إنكار منهم لما جاء به من المعجزات الباهرة، حيث جعلوا ما جاء به سحراً وكهانة وطلبوا غيره. قوله: ﴿ ﴾ (كالناقة والعصا) أي والنار لإبراهيم، وإلانة الحديد لداود، وغير ذلك من معجزات الأنبياء الظاهرة، فنزلوا معجزاته صلى الله عليه وسلم منزلة العدم، حتى طلبوا معجزة على صدقه، ولكنهم من عمى قلوبهم، لم يفرقوا بين معجزاته ومعجزات غيره، فإن معجزاته أعلى وأجل، قال العارف البرعي: وإن قابلت لفظه لن تراني   بما كذب الفؤاد فهمت معنىوقال أيضاً: وإن يك خاطب الأموات عيسى   فإن الجذع حق له وأنَّإلى آخر ما قال. قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أن نزولها الخ) هذه الجملة في محل نصب مفعول يعلمون. قوله: (بلاء عليهم) أي لعدم إيمانهم وانتفاعهم بها. قوله: (لوجوب هلاكهم) أي بحسب جري عادة الله، بأن من اقترح أية وجاءته ولم يؤمن بها أهلكه الله، فعدم إجابتهم لما اقترحوا رحمة بالأمة المحمدية جميعاً لأن الله منَّ على نبيه ببقائها إلى يوم القيامة، ولو أجاب المتعنتين بعين ما طلبوا، لانقرضت الأمة كما انقرض من تعنت قبلهم.


الصفحة التالية
Icon