قوله: ﴿ بِمَا كَانُواْ ﴾ متعلق بخسروا، وما مصدرية، و ﴿ بِآيَاتِنَا ﴾ متعلق بيظلمون قدم عليه للفاصلة، وقوله: (يجحدون) أشار بذلك إلى أنه ضمن الظلم معنى الجحد فعداه بالباء. قوله: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ ﴾ الخ لما بين سبحانه وتعالى عاقبة من استمر على الكفر، ومن استمر على الإيمان، ذكر مت أفاض عليهم من النعم الموجبة للشكر. قوله: ﴿ مَعَايِشَ ﴾ (بالياء) أي باتفاق السبعة، إن الياء أصلية إذ هي جمع معيشة، وأصلها معيشة بسكون العين وكسر الياء أو ضمها، نقلت كسرة الياء إلى الساكن قبلها، أو قلبت ضمة الياء كسرة ثم نقلت إلى ما قبلها، وحيث كانت الياء في المفرد أصلية فإنها تبقى في الجمع، وقرئ شذوذاَ بالهمزة تخريجاً على زيادة الياء وأصالة الميم، وأما إن كانت الياء في المفرد زائدة، فإنها تكون في الجمع همزة، كصحائف وصحيفة. قال ابن مالك: والمد زيد ثالثاً في الواحد همزاً يرى في مثل كالقلائدقوله: (أسباباً تعيشون بها) أي تحيون فيها كالمأكل والمشرب وما به تكون الحياة. قوله: (لتأكيد القلة) أي زائدة لتأكيد القلة، والمعنى أن الشاكر قليل، قال تعالى:﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ ﴾[سبأ: ١٣].