قوله: ﴿ قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ ﴾ أي لهؤلاء الذين افتروا على الله الكذب وكذبوا بآياته. قوله: ﴿ فِيۤ أُمَمٍ ﴾ في بمعنى مع، أي ادخلوا مصاحبين لأمم، وهو حال من فاعل ادخلوا، وتسمى حالاً منتظرة، لأنهم عند الدخول لم يكونوا مصاحبين للأمم، وقوله: ﴿ قَدْ خَلَتْ ﴾ صفة أولى لأمم، وقوله: ﴿ مِن قَبْلِكُمْ ﴾ صفة ثانية، وقوله: ﴿ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ ﴾ صفة ثالثة، وقوله: ﴿ فِي ٱلنَّارِ ﴾ في للظرفية فاندفع ما يقال يلزم عليه تعلق حرفي جر متحدي اللفظ، والمعنى بعامل واحد. قوله: ﴿ قَدْ خَلَتْ ﴾ أي سبقت ومضت. قوله: ﴿ فِي ٱلنَّارِ ﴾ المراد بها دار العقاب بجميع طباقها. قوله: ﴿ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ﴾ أي في الدين. قوله: (التي قبلها) أي في التلبس بذلك الدين، فالنصارى تلعن النصارى، واليهود تلعن اليهود، والمجوس تلعن المجوس، وهكذا كل من اقتدى بغيره في دين باطل. قوله: ﴿ ٱدَّارَكُواْ ﴾ أصله تداركوا، قلبت التاء دالاً وأدغمت في الدال، وأتى بهمزة الوصل توصلاً للنطق بالساكن. قوله: ﴿ أُخْرَاهُمْ ﴾ أي المتأخرون عنهم في الزمن، فأخرى تأنيث آخر مقابل أول، لا تأنيث آخر الذي بمعنى غير. قوله: (وهم الأتباع) أي كانوا في زمنهم أو تأخروا بعدهم. قوله: (أي لأجلهم) أشار بذلك إلى أن اللام في: ﴿ لأُولاَهُمْ ﴾ للتعليل وليست للتبليغ، لأن الخطاب مع الله لا معهم. قوله: (وهم المتبوعون) أي الرؤساء. قوله: ﴿ ضِعْفاً ﴾ ضعف الشيء في الأصل أقل ما يتحقق فيه مثل ذلك الشيء، والمراد هنا الزيادة إلى غير نهاية بدليل قول المفسر مضعفاً. قوله: ﴿ لِكُلٍّ ضِعْفٌ ﴾ أما المتقدمون فلضلالهم وإضلالهم، وأما المتأخرون فلكفرهم وتقليدهم. قوله: (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان، فعلى التاء يكون خطاباً للأخرى، أو للأحياء الذين في الدنيا، وعلى الياء يكون إخباراً عن المتقدمين والمتأخرين. قوله: (ما لكل فريق) أشار بذلك إلى أن مفعول: ﴿ يَعْلَمُونَ ﴾ محذوف. قوله: ﴿ لأُخْرَاهُمْ ﴾ اللام هنا للتبليغ، لأن الخطاب معهم. قوله: (لأنكم لم تكفروا بسببنا) أي بل كفرتم اختياراً، لا أنا حملناكم على الكفر وأكرهناكم عليه، لأنه لا يمكن الجبر على الكفر لتعلقه بالقلب. قوله: (قال تعالى لهم) هذه إحدى طريقتين، والأخرى أنه من كلام الرؤساء للأتباع. قوله: ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ أي بسبب كسبكم من الكفر والمخالفة.