قوله: ﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ ﴾ جرت عادة الله في كتابه، أنه إذا كان للمرسل إليهم اسم ذكرهم به، وإلا عبر بقوله قومه، وقدر المفسر: (أرسلنا) إشارة إلى أن: ﴿ أَخَاهُمْ ﴾ معطوف على نوحاً، والعال فيه: (أرسلنا) المتقدم، والجار والمجرور معطوف على قوله إلى قومه، فتكون الواو عاطفة عطف قصة على قصة، وهكذا يقال في باقي القصص. قوله: (الأولى) يحترز به عن عاد الثانية فإنها قوم صالح. قوله: ﴿ أَخَاهُمْ هُوداً ﴾ سمى أخاهم لأنه من جنسهم واجتمع معهم في جد، لأن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، فسميت القبيلة باسم جدهم، وهو بن عبد الله بن رباج بن الخلود بن عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح، وقيل ابن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح، فعلى الأول قد اجتمع معهم في عاد، وعلى الثاني لا، وإنما اجتمع معهم في سام، وكان بين هود ونوح ثمانمائة سنة، وبين القبيلتين مائة سنة، وعاش أربعمائة وأربع وستين سنة، وعاد يجوز صرفه باعتبار كونه اسماً للحي، ومنعه باعتبار كونه اسماً للقبيلة، وهذا من حيث العربية، وأما في القرآن فلم يقرأ بمنع الصرف. قوله: ﴿ قَالَ يَاقَوْمِ ﴾ أتى في قصة نوح بالفاء لأنه كان مسارعاً في دعوتهم إلى الله غير متوازن كما حكى في سورة نوح، قال تعالى:﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ﴾[نوح: ٥] بخلاف هود. قوله: ﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ﴾ أي لأنه الخالق للعالم المتصرف فيه. قوله: ﴿ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ الهمزة داخل على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير أتركتم التفكر في مصنوعات الله أفلا تتقون. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ صفة للملأ كاشفة، لأن هذه المقالة لا تقع من مؤمن، ولذا تركت من قصة نوح لعملها مما هنا. قوله: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ ﴾ رأى هنا علمية، فمفعولها الأول الكاف، والثاني متعلق بالجار والمجرور. قوله: ﴿ فِي سَفَاهَةٍ ﴾ الحكمة في تعبير قوم هود بالسفاهة، وقوم نوح بالضلال، أن نوحاً لما خوف قومه بالطوفان، وجعل يصنع الفلك، نسبوه للضلال، حيث أتعب نفسه في عمل سفينة في أرض لا ماء بها ولا طين، وهو لما نهاهم عن عبادة الأصنام صموداً وصمداً وهبا ونسب من يعبدها للسفه، خاطبوه بمثل ما خاطبهم به. قوله: ﴿ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ ﴾ تقدم أن مثل هذا الاستدراك وقع أحسن موقع، لكنه وقع بين ضدين. قوله: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ ﴾ بالتخفيف والتشديد قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ ﴾ الحكمة في تعبير هود بالجملة الاسمية، ونوح كان مكرراً للنصح، وذلك يدل عليه بالجملة الفعلية، لأن الفعل للتجدد. قوله: (مأمون على الرسالة) أي فلا أزيد ولا أنقص. قوله: ﴿ أَوَ عَجِبْتُمْ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف تقديره أكذبتموني وعجبتم. قوله: ﴿ ذِكْرٌ ﴾ أي موعظة تخوفكم من عذاب الله. قوله: ﴿ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ ﴾ إذ ظرف مفعول لاذكروا، أي اذكروا وقت جعلكم، والمقصود ذكر النعمة لا ذكر وقتها. قوله: ﴿ بَصْطَةً ﴾ بالسين والصاد قراءتان سبعيتان ومعناهما واحد. قوله: (قوة وطولاً) أي ومالاً. قوله: (مائة ذراع الخ) الذي قاله المحلي في سورة الفجر، إن طويلهم كان أربعمائة ذراع بذراع نفسه، وفي رواية خمسمائة ذراع، وقصيرهم ثلاثمائة ذراع، وكان رأس الواحد منهم قدر القبة العظيمة، وكانت عينه بعد موته تفرخ فيها الضباع. قوله: ﴿ ءَالآءَ ٱللَّهِ ﴾ جمع إلى بكسر الهمزة وضمها، كحمل وقفل، أو بكسر ففتح كضلع، أو بفتحتين كقفا. قوله: (تفوزون) أي برضا الله وزيادة النعم، لأن شكر النعم مما يديمها ويزيدها.