قوله: ﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا ﴾ أي جواباً بالنصحة لهم. قوله: (وجب) أي حق وثبت، والتعبير بالماضي إشارة إلى أنه واقع لا محالة. قوله: ﴿ وَغَضَبٌ ﴾ عطف سبب على مسبب. قوله: ﴿ فِيۤ أَسْمَآءٍ ﴾ أي مسميات. قوله: (أصناماً) قدره إشارة إلى مفعول سميتموها الثاني. قوله: (فأرسلت عليهم الريح العقيم) وكانت باردة ذات صوت شيد لا مطر فيها، وكانت وقت مجيئها في عجز الشتاء وابتدأتهم صبيحة الأربعاء لثمان يقين من شوال، وسخرت عليهم سبع ليال وثمانية أيام، فأهلكت رجالهم ونساءهم وأولادهم وأموالهم، بأن رفعت ذلك في الجو فمزقته، وفي رواية بعث الله عز وجل الريح العقيم، فلما دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض، فلما رأوها بادروا إلى البيوت فدخلوها وأغلقوا الأبواب، فجاءت الريح فقلعت أبوابهم ودخلت عليهم فأهلكتهم فيها، ثم أخرجتهم من البيوت، فلما أهلكتهم أرسل الله عليهم طيراً أسود فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه، وقيل إن الله تعالى أمر الريح فمالت عليهم الرمال، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام يسمع لهم أنين تحت الرمل. ثم أمر الريح فكشفت عنهم الرمل ثم احتملتهم فرمت بهم في البحر. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ ﴾ أي وكانوا شرذمة قليلة يكتمون إيمانهم، وسبب نجاتم أنهم دخلوا في حظيرة فصار يدخل عليهم من الريح ما يتلذون به، ثم بعد ذلك أتوا مكة مع عود، فعبدوا الله فيها حتى ماتوا. قوله: (أي استأصلناهم) أي لم نبق منهم أحداً. قوله: (عطف على كذبوا) أي وفائدته وإن علم منه الإشارة إلى أن الله علم عدم إيمانهم، وأنهم لو بقوا ما آمنوا، أي فلا تحزن عليهم أيها السامع.