قوله: ﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ ﴾ إظهار في محل الإضمار تبكيتاً لهم. قوله: ﴿ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ ﴾ لم يقولوا إنما بما أرسل به، إظهاراً لمخالفتهم إياهم تعنتاً وعناداً. قوله: (وكانت الناقة لها يوم في الماء) أي فإذا كان يومها وضعت رأسها في البئر، فما ترفعه حتى تشرب جميع ما فيها ثم تنبجبج، فيحلبون ما شاؤوا حتى يملأوا أوانيهم فيشربون ويدخرون. قوله: ﴿ فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ ﴾ أي في يوم الأربعاء، فقال لهم صالح: تصبحون غداً وجوهكم مصفرة ثم تصبحون في يوم الجمعة وجوهكم محمرة، ثم تصبحون يوم السبت وجوهكم مسودة. فأصبحوا يوم الخميس قد اصفرت وجوههم، فأيقنوا العذاب، ثم احمرت في يوم الجمعة فازداد خوفهم، ثم اسودت يوم السبت فتجهزوا للهلاك، فأصبحوا يوم الأحد وقت الضحى، فكفنوا أنفسهم تحنطوا كما يفعل بالميت وألقوا بأنفسهم إلى الأرض، فلما اشتدت الضحى، أتتهم صيحة عظيمة من السماء فيها صوت كل صاعقة، وصوت في ذلك الوقت كل شيء له صوت مما في الأرض، ثم نزلت بهم الأرض حتى هلكوا جميعاً، وأما ولد الناقة فقيل له إنه فر هارباً، فانفتحت له الصخرة التي خرجت منها أمة فدخلها وانطبقت عليه، قال بعض المفسرين: إنه الدابة التي تخرج قرب القيامة، وقيل أنهم أدركوه وذبحوه. قوله: (عقرها قدار) أي ابن سالف، وكان رجلاً أحمر أزرق العينين قصيراً، وكان ابن زانية، ولم يكن لسالف، وهو أشقى الأولين كما ورد في الحديث. قوله: (بأن قتلها بالسيف) أي فالمراد بالعقر النحر، ففيه إطلاق السبب على المسبب، لأن العقر ضرب قوائم البعير أو الناقة لتقع فتنحر. قوله: ﴿ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ﴾ أي على سبيل التهكم والاستهزاء. قوله: ﴿ بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ (به) قدره إشارة إلى أن العائد محذوف، وكان الأولى أن يقدر ضمير نصب، بأن يقول تعدناه لئلا يلزم حذف العائد المجرور بالحرف من غير اتحاد متعلقهما.


الصفحة التالية
Icon