قوله: ﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ ﴾ أي جواباً لما قاله لهم. قوله: ﴿ يٰشُعَيْبُ ﴾ إنما وسطوا اسمع بين المعطوف والمعطوف عليه، زيادة في القباحة والشناعة منهم. قوله: (وغلبوا في الخطاب الجمع على الواحد الخ) جواب عما يقال: إن شعيباً لم يسبق له الدخول في ملتهم، وإنما حمل المفسر على هذا الجواب تفسيره العود بالرجوع، وقال بعضهم إن عاد تأتي بمعنى صار، وعلى هذا فلا إشكال ولا جواب. قوله: (وعلى نحوه) أي التغليب. قوله: ﴿ أَ ﴾ (نعود فيها) أشار بذلك إلى أن الهمزة داخلة على محذوف والواو عاطفة على ذلك المحذوف. قوله: ﴿ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴾ الهمزة لإنكار الوقوع، وكلمة: ﴿ لَوْ ﴾ في مثل هذا المقام، ليست لبيان انتفاء شيء في الزمن الماضي لانتفاء غيره فيه، بل هي لمجرد الربط والمبالغة في انتفاء العود، والمعنى لا تطمعوا في عودنا مختارين ولا مكرهين فتأمل. قوله: ﴿ إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ ﴾ شرط حذف جوابه لدلالة قوله قد افترينا عليه. قوله: ﴿ وَمَا يَكُونُ لَنَآ ﴾ أي لا يصح ولا يليق لنا أن نعود فيها في حال من الأحوال، إلا في حال مشيئة الله لنا. قوله: ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا ﴾ يصح أن يكون متصلاً، والمستثنى منه عموم الأحوال أو منقطعاً، وهذا الاستثناء محض رجوع إلى الله وتفويض الأمر إليه، وقد جازاهم الله بأن كفاهم شر أعدائهم، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر. قوله: (أي وسع علمه) أشار بذلك إلى أن: ﴿ عِلْماً ﴾ تمييز محول عن الفاعل. قوله: ﴿ وَبَيْنَ قَوْمِنَا ﴾ أي الكفار، وإنما أعرض عن مكالمتهم ورجع لله متضرعاً لما ظهره له من شدة عنادهم وتعنتهم في كفرهم. قوله: ﴿ وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ الخ إنما قال بعضهم لبعض هذه المقالة، خوفاً على بعضهم من الميل لشعيب، حيث توعدوه بما تقدم، فلم يبال بهم. قوله: ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ﴾ أي في الدنيا بفوات ما يحصل لكم بالبخس والتطفيف، وجملة: ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ﴾ جواب القسم، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه. قوله: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ ﴾ ذكر هنا وفي العنكبوت الرجفة، وذكر في سورة هود:﴿ وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ ﴾[هود: ٦٧] أي صيحة جبريل عليهم من السماء، وجمع بينهما بأن الرجفة في المبدأ، والصيحة في الأثناء فتأمل، وأما أهل الأيكة فأهلكوا بالظلة، كما سيأتي في سورة الشعراء.