قوله: ﴿ وَإِن وَجَدْنَآ ﴾ أي علمنا، فأكثر مفعول أول، وفاسقين مفعول ثان، واللام فارقة، والمراد: ليظهر متعلقي علمنا للخلق على حد لنعلم أي الحزبين أحصى. قوله: ﴿ لَفَاسِقِينَ ﴾ أي خارجين عن طاعتنا بترك الوفاء بالعهد. قوله: (أي الرسل المذكورين) أي وهم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب. قوله: ﴿ مُّوسَىٰ ﴾ وعاش مائة وعشرين سنة، وبينه وبين يوسف أربعمائة سنة، وبين موسى وإبراهيم سبعمائة سنة. قوله: (التسع) أي وهي: والعصا واليد البيضاء والسنون المجدبة والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس، وكلها مذكورة في هذه السورة إلا الطمس ففي سورة يونس، قال تعالى:﴿ رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ ﴾[يونس: ٨٨].
قوله: ﴿ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ ﴾ هذا لقبه، واسمه الوليد بن مصعب بن الريان، ففرعون في الأصل علم شخص، ثم صار لقباً لكل من ملك مصر في الجاهلية، وعاش من العمر ستمائة وعشرين سنة، ومدة ملكه أربعمائة سنة، لم ير مكروهاً قط، وكنيته أبو مرة، وقيل أبو العباس، وهو فرعون الثاني، وفرعون الأول أخوه، واسمع قابوس بن مصعب ملك العمالقة، وفرعون إبراهيم النمرود، وفرعون هذه الأمة أبو جهل. قوله: ﴿ فَظَلَمُواْ ﴾ ضمن ظلموا معنى كفروا فعداه بالباء ويصح أن تكون الباء سببية، والمفعول محذوف تقديره ظلموا أنفسهم بسببها، أي بسبب تكذيبهم بها. قوله: ﴿ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾ كيف اسم استفهام خبر كان مقدم عليها وعاقبة اسمها وإنما قدم لأن الاستفهام له الصدارة. قوله: ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ ﴾ تفصيل لما أجمل أولاً، لأن التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس، وهذا القول وما بعده، إنما وقع بعد كلام طويل، حكاه الله في سورة الشعراء بقوله تعالى:﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾[الشعراء: ١٦] الآيات، وقوله تعالى:﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾[الشعراء: ٢٣] الآيات، وفي طه أيضا. قوله: (فكذبه) قدره إشارة إلى أن جملة: ﴿ حَقِيقٌ ﴾ مرتبة على محذوف.


الصفحة التالية
Icon