قوله: ﴿ هُنَالِكَ ﴾ أي في ذلك المكان وهو اسكندرية. قوله: ﴿ ٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ ﴾ أي فرعون وقومه غير السحرة، فإنه لم يصبهم صغار، بل أصابهم العز الأبدي بإيمانهم بالله وحده. قوله: ﴿ سَاجِدِينَ ﴾ حال من السحرة، وقوله: ﴿ قَالُوۤاْ آمَنَّا ﴾ في موضع الحال من الضمير في ساجدين، والتقدير قائلين في حال سجودهم: ﴿ آمَنَّا ﴾ الخ. قوله: ﴿ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴾ بدل من رب العالمين، أو عطف بيان، أو نعت جيء به، لدفع إيهام فرعون الناس أنه رب العالمين، حيث قال للسحرة: إياي تعنون، فدفعوا ذلك بقولهم: ﴿ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴾.
قوله: (بتحقيق الهمزتين) أي همزة الاستفهام والهمزة الزائدة في الفعل، وقوله: (وإبدال الثانية) أي في الفعل وإن كانت ثالثة فهي فاء الكلمة، وفي قراءة سبعية أيضاً بحذف همزة الاستفهام، وفي قراءة بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ألفاً، وفي قراءة بقلب الأولى واواً في الوصل، وتسهيل الثانية، وقلب الثالثة ألفاً، فالقراءات أربعة وكلها سبعية. قوله: ﴿ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ﴾ أصله أأذن، أبدلت الثانية ألفاً على القاعدة المشهورة، والمعنى أحصل منكم الإيمان قبل حصول الإذن مني؟ لا يليق منكم ذلك، والفعل مضارع منصوب بأن. قوله: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ ﴾ أي حيلة وخديعة. قوله: ﴿ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا ﴾ أي تواطأتم عليه قبل مجيكم إلينا، وقصد بذلك اللعين، تثبيت القبط بهاتين الشبهتين اللتين ألقاهما عليهم وهما قوله: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ ﴾، وقوله: ﴿ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا ﴾.
قوله: (ما ينالكم مني) قدرة إشارة إلى أن مفعول: ﴿ تَعْلَمُونَ ﴾ محذوف. قوله: ﴿ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ ﴾ هذا بيان لوعيده الذي توعدهم به، وهل فعل ما توعدهم له أو لا؟ خلاف، بل قال بعضهم إنه لم يفعل بدليل قوله تعالى:﴿ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ ﴾[القصص: ٣٥]، قوله: ﴿ مِّنْ خِلاَفٍ ﴾ الجار والمجرور في محل نصب على الحال أي مختلفة. قوله: (بأي وجه كان) أي سواء كان بقتلك أو لا، وفي آية طه:﴿ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ ﴾[طه: ٧٢].
قوله: ﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ ﴾ أي تكره منا فقوله: ﴿ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا ﴾ أن ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لتنقم، والمعنى وما تكره منا إلا إيماننا، ويصح أن يكون المعنى: وما تعذبنا بشيء من الأشياء إلا لأجل إيماننا، فيكون مفعولاً لأجله. قوله: ﴿ لَمَّا جَآءَتْنَا ﴾ أي حين أتتنا من عنده. قوله: (عند فعل ما توعده بنا) أي ما توعدنا به وهو القطع من خلاف والتصليب، ففي العبارة قلب. قوله: (نرجع كفاراً) على لقوله: ﴿ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ﴾.
قوله: ﴿ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ أي ثابتين على الدين الحق غير مغيرين ولا مبدلين.