قوله: ﴿ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ ﴾ أشار بذلك إلى أنهم باقون في غيهم وضلالهم، لم يتعظوا ولم ينزجروا هما هم عليه. قوله: (أي نستحقها) أي بحولنا وقوتنا. قوله: ﴿ يَطَّيَّرُواْ ﴾ أصله يتطيروا، أدغمت التاء في الطاء، والتطير في الأصل: أن يفرق الشيء بين القوم ويطير لكل واحد ما يخصه، فيشمل النصيب الحسن السيء، ثم غلب على الحظ، والنصيب السيء والحكمة في التعبير في جانب الحسنة بإذا المفيدة للتحقيق، وتعريفها في جانب السيئة بأن المفيدة للشك، وتنكيرها الإشارة إلى أن رحمة الله تغلب غضبه، وأنها صادرة منه سبحانه وتعالى، وإن لم يتأهل لها العبد، بخلاف السيئة فصدورها منه نادر ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. قوله: ﴿ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ ﴾ ألا أداة استفتاح يؤتى بها اعتناء بما بعدها للرد عليهم. قوله: (شؤمهم) أي عذابهم الذي تشاءموا به. قوله: ﴿ عِندَ ٱللَّهِ ﴾ أي لا عند موسى، فليس له مدخل في إيجاد ذلك. قوله: (يأتيهم به) أي جزاء لأعمالهم السيئة. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ يفيد أن الأقل يعلم أن فرعون كاذب وموسى صادق، وإنما كفرهم محض عناد. قوله: ﴿ قَالُواْ ﴾ أي فرعون وقومه. قوله: ﴿ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ ﴾ الخ. مهما اسم شرط جازم، وتأت فعل الشرط مجزوم بحذف الياء والكسرة دليل عليها، ونا مفعول و ﴿ مِن آيَةٍ ﴾ بيان لمهما، وبه متعلق بتأت، وضميرها راجع لمهما، و ﴿ لِّتَسْحَرَنَا ﴾ متعلق بتأتنا و ﴿ بِهَا ﴾ متعلق (بِتَسْحَرَنَا)، وقوله: ﴿ فَمَا ﴾ الفاء واقعة في جواب الشرط، وما نافية و ﴿ نَحْنُ ﴾ مبتدأ و ﴿ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ خبر مرفوع بواو مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالفاء التي جلبها حرف الجر الزائد، والجملة في محل جزم جواب الشرط. قوله: (فدعا عليهم) قال سعيد بن جبير: لما آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوباً، أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر والتمادي على الشر، فتابع الله عليهم الآيات، فأخذهم الله أولاً بالسنين وهو القحط ونقص الثمرات، وأراهم قبل ذلك من المعجزات اليد والعصا فلم يؤمنوا، فدعا عليهم موسى وقال: يا رب إن عبدك فرعون علا في الأرض وبغى وعتى، وإن قومه قد نقضوا العهد، فخذهم بعقوبة تجعلها عليهم قمة، ولقومي عظة، ولمن بعدهم آية وعبرة، ففعل الله بهم ما سيذكر.