قوله: ﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ﴾ أتى بهذه الآية دفعاً لما يتوهم أن الفوز مخصوص بمن تبعه من أهل الكتابين، فأفاد هنا أن الفوز ليس قاصراً عليهم، بل كل من تبعه حصل له الفوز، كان من أهل الكتابين أو لا، و ﴿ ٱلنَّاسُ ﴾ اسم جنس واحد إنسان. قوله: ﴿ جَمِيعاً ﴾ حال من ضمير ﴿ إِلَيْكُمْ ﴾.
قوله: ﴿ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ يصح رفع ﴿ ٱلَّذِي ﴾ ونصبه على أنه نعت مقطوع، وجره على أنه نعت متصل، وقوله: ﴿ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وقوله: ﴿ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ بيان للصلة. وقوله: ﴿ يُحْيِـي وَيُمِيتُ ﴾ بيان لقوله: ﴿ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾، فكل واحدة من هذه الجمل، كالدليل لما قبلها، ولا محل لكل من الإعراب، لأن الصلة لا محل لها فكذا مبنيها. قوله: ﴿ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ ﴾ تفريع على ما تقدم، أي فحيث علمتم أن محمداً مرسل لجميع الناس، وأن الله له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت، وجب عليكم الإيمان بالله ورسوله، وفيه التفات من التكلم للغيبة، ونكتته التوطئة للاتصاف بقوله: ﴿ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ﴾ الخ. قوله: ﴿ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ ﴾ أي لأنه مرسل لنفسه. قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ أي تفلحون، والترجي في القرآن بمنزلة التحقيق، فهو بمعنى قوله فيما سبق. قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾.
قوله: (ترشدون) من باب تعب ونصر. قوله: ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ ﴾ استئناف مسوق لدفع توهم أن قوم موسى لم يحصل لهم هدى، بل استمروا على ضلالهم، فدفع ذلك بأن بعضهم آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم شرذمة قليلة، كعبد الله بن سلام وأضرابه.


الصفحة التالية
Icon