قوله: ﴿ فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ ﴾ في الكلام حذف دل عليه قوله: ﴿ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ ﴾ الخ، والتقدير فلما ذكر من تذكر ونسي من نسي أنجينا الخ. قوله: ﴿ بَئِيسٍ ﴾ فعيل من بؤس إذا اشتد، وقرئ بيئس على وزن ضيغم، وبئس بكسر الباء وسكون الهمزة أو قلبها ياء، وبيس بفتح الباء وتشديد الياء مكسورة، وبيس بفتح الباء وسكون الياء، وبائس على وزن فاعل، هكذا في البيضاوي، وليست كلها سبعية. قوله: ﴿ كُونُواْ ﴾ أمر تكوين لا قول، فهو كناية عن سرعة التصبير، إذ لا يكلف الشخص إلا بما يقدر عليه، وكونهم قردة ليس في طاقتهم. قوله: (فكانوها) أي: ﴿ قِرَدَةً ﴾ وقيل: إن شبابهم مسخوا قردة، وشيوخهم خنازير، وقيل: إن الذين مسخوا خنازير، هم أصحاب المائدة. قوله: (وهذا) أي قوله: ﴿ فَلَماَّ عَتَوْاْ ﴾ تفصيل لما قبله، وهو قوله: ﴿ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ الخ. قوله: (لأنها كرهت ما فعلوه) أي فهي داخلة تحت قوله: ﴿ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ ﴾ فهي وإن لم تنته صريحاً لكنها نهت ضمناً. قوله: (إنه رجع إليه) أي إلى قول عكرمة.﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ ﴾ إذ ظرف لمحذوف تقديره ذكر وقت إذ تأذن. قوله: (أعلم) مفعوله محذوف، والتقدير أعلم ربك أسلافهم. قوله: ﴿ لَيَبْعَثَنَّ ﴾ أي ليسلطن عليهم. قوله: ﴿ مَن يَسُومُهُمْ ﴾ أي يذيقهم، قوله: (بختنصر) على مركب تركيباً مزجياً كبعلبك، فإعرابه على الجزء الثاني، والأول ملازم للفتح، وهو غير منصرف للعملية، والتركيب المزجي. وبخت معناه في الأصل ابن، ونصر اسم صنم، سمي بذلك لأنه وجد وهو صغير مطروحاً عند ذلك الصنم. قوله: (وسباهم) أي سبى نساءهم وصغارهم. قوله: (وضرب عليهم الجزية) أي عن من لم يقاتل منهم. قوله: (فضربها عليهم) أي لا تزال كذلك إلى نزول عيسى، فلا يقبل منهم إلا الإسلام. قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ أي إذا تعلقت إرادته به، وإلا فهو واسع الحلم.


الصفحة التالية
Icon