قوله: ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ ﴾ الباء سببية وما يحتمل أنها اسم موصول وقدمت صلته والعائد محذوف أي قدمته، ويحتمل أنها نكرة موصوفة والعائد محذوف على كل حال، والحكمة في الإتيان هنا بلن وفي الجمعة بلا، أن ادعاءهم هنا أعظم من ادعائهم هناك، فانهم ادعوا هنا اختصاصهم بالجنة وهناك كونهم أولياء الله من دون الناس، فلا تفيد اختصاصهم بالجنة، فناسب هنا التوكيد بلن وهناك بلا. قوله: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ ﴾ عطف على قوله ولن يتمنوه من عطف اللازم على الملزوم. قوله: ﴿ أَحْرَصَ ﴾ مفعول ثان لتجدنهم حيث كانت بمعنى علم، وأما إن كانت بمعنى أصاب أو صادف نصبت مفعولاً واحداً فيكون أحرص حالاً. قوله: (وَأَحْرَصَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) من عطف الخاص على العام زيادة في التقبيح عليهم ودفعاً لتوهم أن المشركين أحرص منهم. قوله: (لو مصدرية) أي ولا تنصب الفعل فهي سابكة فقط. قوله: ﴿ وَمَا هُوَ ﴾ يحتمل أن ما حجازية وهو اسمها وبمزحزحه خبرها، وإن يعمر فاعل مزحزحه وإن ما تميمة وهو مبتدأ وبمزحزحه خبره وإن يعمر فاعله على كل حال. قوله: (أي أحدهم الخ) وقيل إن هو ضمير شأن ورد بأن ضمير الشأن يفسر بجملة وهنا ليس كذلك قوله: (بالياء والتاء) ظاهره أنهما سبعيتان وليس كذلك بل التاء عشرية، واختلف فيما زاد على السبعة هل يلحق بها فتجوز القراءة والصلاة بها أم بالشواذ فيمتنعان والمعتمد الأول. قوله: (وسأل ابن صوريا إلخ) أشار بذلك إلى سبب نزول الآية، وابن صوريا اسمه عبدالله وكان من أحبار اليهود. قوله: (أو عمر) أشار بذلك إلى تنويع الخلاف، فإن عمر كان له أرض بالعوالي وكان يمر على مدارسهم ليختبر صفات محمد من كتبهم، فقالوا يا عمر لقد أحببناك فقال والله ما أحبكم وإنما أدخل عليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد، فسأله أبن صوريا عمن يأتي بالوحي لمحمد فقال هو جبريل، فقال: هو عدونا إلخ، فأخبر النبي بذلك فنزلت الآية. قوله: (فقال) أي المسؤول وهو النبي أو عمر. قوله: (يأتي بالعذاب) أي كالصواعق والخسف والمسخ. قوله: (بالخصب) بكسر الخاء أي الرخاء. قوله: (والسلم) أي الصلح. قوله: (فليمت غيظاً) جواب لاسم الشرط الذي هو من وهو مبتدأ خبره قيل فعل الشرط وقيل جوابه وقيل هما.