قوله: (بما سألوه) أي وهو الحجارة أو العذاب الأليم، ولا بالعذاب العام، لرفعه ببركته صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ وَأَنتَ فِيهِمْ ﴾ أي في بلدهم، فإن خرجت منها أنت والمؤمنون، عذبهم الله على أيديكم عذاباً خاصاً بهم. قوله: ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ ﴾ أي عذاباً عاماً ولا خاصاً. قوله: ﴿ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الجملة حالية من الضمير في معذبهم. والمعنى أن الله لا يعذبهم، والحال أنهم يستغفرون، فاستغفارهم نافع لهم، بعدم نزول العذاب عليهم. إن قلت: يشكل على هذا قوله تعالى:﴿ وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً ﴾[الفرقان: ٢٣]، وقوله تعالى:﴿ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ ﴾[غافر: ٥٠]، أجيب: بأن استغفارهم نافع في الدنيا فقط، وأما هاتان الآيتان فالمراد منهما ما يحصل في الآخرة، فأعمال الكفار الصالحة التي لا تفتقر إلى نية، كالصدقات وفعل المعروف والاستغفار، تنفعهم في الدنيا وتمنع عنهم العذاب فيها، ولا تنفعهم في الآخرة. قوله: (وقيل هم المؤمنون) أي فضمير معذبهم يعود ألى أهل مكة، وقوله: ﴿ وَهُمْ ﴾ الضمير عائد على أهل مكة باعتبار مجموعهم وهم المؤمنون. قوله: (تزيلوا) أي تميز المؤمنون على الكفار. قوله: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ أي: أي شيء ثبت لهم في عدم تعذيب الله لهم، أي لا مانع لهم منه. قوله: (والمستضعفين) أي وخروج المستضعفين أيضاً. قوله: (وعلى القول الأول) أو وهو كون الضمير عائد على الكفار. قوله: (هي ناسخة لما قبلها) أي وهي قوله: ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ لأنه اخبر أولاً أنه لا يعذبهم مع استغفارهم، وأخبر ثانياً أنه يعذبهم ولا يبالي باستغفارهم، والوجه أنها ليست منسوخة لأنها خَبر، والأخبار لا تنسخ، وايضاً استغفارهم قد انقطع بخروجهم للمقاتلة، لارتباط استغفارهم بالبيت. قوله: ﴿ وَهُمْ يَصُدُّونَ ﴾ الجملة حالية من ضمير ﴿ يُعَذِّبَهُمُ ﴾ قوله: (أن يطوفوا به) أي النبي والمؤمنون. قوله: ﴿ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ ﴾ رد لقولهم نحن ولاة البيت فنصد من نشاء، وندخل من نشاء. قوله: ﴿ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾ أي المجتنبون الشرك. قوله: (أو لا ولاية لهم عليه) أشار بذلك إلى أن مفعول ﴿ يَعْلَمُونَ ﴾ محذوف.


الصفحة التالية
Icon