قوله: ﴿ قَلِيلاً ﴾ مفعول ثالث، لأن رأي العلمية تنصب مفعولين بلا همز، فإذا دخلت عليها الهمزة نصبت ثلاثة، والمعنى اذكر يا محمد هذه النعمة العظيمة، وهي رؤيتك إياهم في المنام قليلاً، تشجيعاً لأصحابك وتثبيتاً لهم، وإشارة إلى ضعف الكفار، وأنهم يهزمون، وبهذا اندفع ما يقال: إن رؤيا الأنبياء حق، فكيف يراهم قليلاً مع كثرتهم. قوله: ﴿ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً ﴾ أي وأخبرت أصحابك بذلك. قوله: ﴿ وَلَتَنَازَعْتُمْ ﴾ عطف على فشلتم، عطف سبب على مسبب. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ ﴾ مفعوله محذوف قدره المفسر، وقوله: (من الفشل) إلخ، متعلق بسلم. قوله: (بما في القلوب) أي الخطرات والسرائر التي احتوت عليها القلوب، فالمراد بصاحبات الصدور والسرائر، و ﴿ ٱلصُّدُورِ ﴾ القلوب، من باب تسمية الحال باسم محله، قوله: ﴿ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ ﴾ هذه الرؤية بصرية، فتنصب مفعولاً واحداً إن لم تدخل عليها الهمزة، وإلا نصبت مفعولين، فالكاف مفعول أول، والهاء مفعول ثان، و ﴿ قَلِيلاً ﴾ حال. قوله: (أيها المؤمنون) تفسير للكاف. قوله: (وهم ألف) أي في الواقع ونفس الأمر. قوله: (لتقدموا عليهم) علة لقوله: ﴿ يُرِيكُمُوهُمْ ﴾ إلخ. قوله: (ليقدموا) علة لقوله: ﴿ وَيُقَلِّلُكُمْ ﴾.
قوله: (وهذا) أي تقليلكم في أعينهم. قوله: (أراهم) أي الكفار، (إياهم) أي المسلمين (مثليهم) أي مثلي الكفار وكانوا ألفاً، فرأوا المسلمين قدر ألفين، لتضعف قلوبهم، ويتمكن المسلمون منهم، فلا تنافي بين ما هنا، وبين ما تقدم. قوله: ﴿ لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً ﴾ علة لمحذوف تقديره فعل ذلك ليقضي إلخ. قوله: ﴿ تُرْجَعُ ﴾ بالبناء للفاعل أو للمفعول، قراءتان سبعيتان، و ﴿ ٱلأُمُورُ ﴾ فاعل على الأول، ونائب على الثاني. قوله: (تصير) هذا على قراءة البناء للفاعل، وأما على قراءة البناء للمفعول، فمعناه ترد. قوله: ﴿ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً ﴾ أي حاربتم جماعة، والفئة اسم جمع لا واحد له من لفظه. قوله: ﴿ فَٱثْبُتُواْ ﴾ أمر للمؤمنين في أي زمان. قوله: (ادعوه بالنصر) أي فالمراد بالذكر ما يشمل الدعاء، ويصح أن يبقى الذكر على إطلاقه، فيشمل ملاحظته تعالى بالقلوب، وأنه معهم بالعون والنصر. قوله: ﴿ لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ الترجي بمنزلة التحقق لأنه وعد ووعد الله لا يخلف.