قوله: ﴿ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ ﴾ أي الكافرون. قوله: ﴿ أَ ﴾ (كفروا بها) أشار بذلك إلى أن الهمزة داخلة على محذوف والواو عاطفة على ذلك المحذوف وهو أحد احتمالين تقدماً. قوله: ﴿ عَاهَدُواْ ﴾ (الله) قدر المفسر لفظ الجلالة إشارة إلى أن عاهدوا بمعنى أعطوا، فالله مفعول أول وعهداً مفعول ثان. قوله: (على الإيمان بالنبي) أي فالعهد مأخوذ عليهم قديماً في كتبهم وعلى أنبيائهم. قوله: (أو النبي) إشار إلى تفسير ثان فقد كانوا يأتون النبي ويقولون له إن كنت نبياً فائت لنا بكذا، فيقيم عليهم الحجة فيعاهدونه أن لا يعاونوا عليه المشركين ثم ينقضونه. قوله: (بنقضه) الباء سببية. قوله: ﴿ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ دفع بذلك ما يتوهم من قوله فريق أن الفريق يصدق بالقليل والكثير، فيتوهم أن المراد القليل فدفع ذلك بقوله بل أكثرهم إلخ، وهو إما من عطف الجمل أو المفردات، فعلى الأول جملة أكثرهم لا يؤمنون معطوفة على جملة نبذه فريق منهم، وعلى الثاني أكثرهم معطوف على طريق الإشارة إلى أن النابذ للعهد أكثرهم، وقوله لا يؤمنون إخبار عنهم بعدم الإيمان لرسوخ الشرك في قلوبهم. قوله: ﴿ وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ ﴾ هذا من جملة التشنيع على بني إسرائيل. قوله: ﴿ لِّمَا مَعَهُمْ ﴾ أي التوراة والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بإثبات التوراة وأنها من عند الله، فكان مقتضى ذلك اتباعه والعمل بشريعته، ولكن الله طمس على قلوبهم وسمعهم وابصارهم. قوله: ﴿ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ ﴾ صفة لفريق وأوتوا ينصب مفعولين نائب الفاعل الذي هو الواو مفعول أول والكتاب مفعول ثاني، وقوله: ﴿ كِتَٰبَ ٱللَّهِ ﴾ مفعول لنبذ وهو بمعنى طرح. قوله: (أي لم يعملوا بما فيها) أشار بذلك إلى أن قوله وراء ظهورهم ليس على حقيقته بل هو كناية عن عدم العمل بما في التوراة، وإلا فهم يعظمونها إلى الآن. قوله: (من أنه نبي حقاً) إشارة إلى مفعول يعلمون، والمعنى أنهم أنكروا صفة رسول الله وبدلوها ولم يذعنوا للأحكام التي في التوراة كأنهم جاهلون بها مع أنهم عالمون بها. قوله: (عطف على نبذ) استشكل بأن المعطوف على الجواب جواب.