قوله: ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم ﴾ استثناء من المشركين في قوله:﴿ بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾[التوبة: ١] وهو منقطع والتقدير لكن الذين عاهدتم فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم، وهذا أولى من جعله متصلاً، لما يلزم عليه من الفصل بين المستثنى والمستثنى منه. قوله: ﴿ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ ﴾ قرأ الجمهور بالصاد المهملة من النقصان، وهو يتعدى لواحد واثنين، فالكاف مفعول، و ﴿ شَيْئاً ﴾ إما مفعول ثان أو مصدر، أي لا قليلاً ولا كثيراً من النقصان، وقرىء شذوذاً بالضاد، والمعنى لم ينقضوا عهدكم، وهي مناسبة لذكر العهد، والقراءة الأولى مناسبة لذكر التمام في مقابلتها. قوله: ﴿ وَلَمْ يُظَاهِرُواْ ﴾ أي هؤلاء المشركون وهم بنو ضمرة حي من كنانة. قوله: ﴿ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ﴾ أي وكان قد بقي من مدتهم تسعة أشهر. قوله: ﴿ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ ﴾ أي انقطعت وفرغت، وتقدم للمفسر أن هذا يدل على أن أول المدة شوال، وهو أحد أقوال ثلاثة تقدمت. قوله: ﴿ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ﴾ أي في أي مكان. قوله: ﴿ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ﴾ أي لئلا ينتشروا في البلاد. قوله: ﴿ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ ﴾ الخ، المراد أتوا بأركان الإسلام، وإنما اقتصر على الصلاة والزكاة، لأنهما رأس الأعمال البدنية والمالية، قوله: (ولا تتعرضوا لهم) أي لا لأنفسهم ولا لأموالهم، فلا تأخذوا منهم جزية ولا أعشاراً، ولا غير ذلك. قوله: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾ أن حرف شرط جازم، وأحد فاعل بفعل محذوف يفسره قوله: ﴿ ٱسْتَجَارَكَ ﴾ وهو فعل الشرط، وقوله: ﴿ فَأَجِرْهُ ﴾ جواب الشرط، وإنما أعرب أحد فاعلاً بفعل محذوف، لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الأفعال لفظاً أو تقديراً سيما إن. قوله: ﴿ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ﴾ أي فيتدبره ويعلم كيفية الدين وما انطوى عليه من المحاسن. قوله: ﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾ أي إن أراد الانصراف ولم يسلم وصله إلى قومه ليتدبره في أمره، ثم بعد ذلك يجوز لك قتالهم، لقيام الحجة عليهم. قوله: (المذكور) أي من الإجارة والإبلاغ. قوله: (ليعلموا) أي ما لهم من الثواب إن آمنوا، وما عليهم من العقاب إن لم يؤمنوا.