قوله: ﴿ قَاتِلُوهُمْ ﴾ هذا أمر ذكر في جوابه خمسة أمور، قوله: (بنوا خزاعة) يؤخذ من ذلك أنهم مؤمنون إذ ذاك. قوله: ﴿ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ ﴾ بالرفع استئناف، ولم يجزم لأن التوبة على من يشاء، ليست جزاء على قتال الكفار. قوله: (بمعنى همزة الإنكار) الحق أنها بمعنى بل، والهمزة معاً كما تقدم له. قوله: ﴿ أَن تُتْرَكُواْ ﴾ أي يترككم الله من غير قتال. قوله: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ﴾ الجملة حالية. قوله: (علم ظهور) دفع بذلك ما يقال كيف ينفي علم الله مع أنه متعلق بكل شيء وجد أو لم يوجد. قوله: (بالإخلاص) أي مع إخلاص. قوله: ﴿ وَلِيجَةً ﴾ من الولوج وهو الدخول، والمعنى بل ظننتم أن تتركوا من غير قتال بمجرد قولكم آمنا، بل يظهر المجاهد منكم الإخلاص من غيره، ولم تتخذوا في الله ورسوله ولا المؤمنين شيئاً تدخلونه في قلوبكم، غير محبة الله ورسوله والمؤمنين. قوله: ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللهِ ﴾ إلخ. سبب نزول هذه الآية وما بعدها أن جماعة من رؤساء قريش أسروا يوم بدر، منهم العباس عم رسول الله، فأقبل عليهم نفر من أصحاب رسول الله يعيرونهم بالشرك، وجعل علي بن أبي طالب يوبخ العباس بسبب قتال رسول الله وقطيعة الرحم، فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا، وتكتمون محاسننا؟ فقيل له: وهل لكم محاسن؟ قال: نعم، نحن أفضل منكم، نعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة أي نخدمها، ونسقي الحجيج، ونفك العاني. قوله: (بالإفراد والجمع) أي فهما قراءتان سبعيتان، فالإفراد إما على أن المراد بالمسجد الحرام، أو على أن المسجد اسم جنس، فيدخل فيه جميع المساجد، والجمع إما على أن كل بقعة من المسجد الحرام يقال لها مسجد، أو الجمع باعتبار أنه قبلة لسائر المساجد. قوله: ﴿ شَٰهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾ قيل: المراد به السجود للأصنام، لأن كفار قريش كانوا قد نصبوا أصنامهم خارج البيت الحرام عند القواعد، وكانوا يطوفون بالبيت عراة، كلما طافوا طوفة سجدوا للأصنام، فلم يزدادوا بذلك إلا بعداً من الله. قوله: ﴿ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ ﴾ أي الحسنة التي افتخروا بها من خدمة المساجد، وفك الأسير، وسقاية الحاج، وغير ذلك. قوله: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ ﴾ بالجمع باتفاق السبعة، وعمارتها تكون ببنائها من المال الحلال والصلاة فيها وغير ذلك. قوله: ﴿ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ ﴾ أي أن يحشروا في زمرتهم يوم القيامة.