قوله: ﴿ مَّا يَوَدُّ ﴾ من المودة وهي المحبة أي ما يجب، وقوله: ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ فاعد يود و ﴿ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ ﴾ إلخ بيان للذين كفروا. قوله: ﴿ وَلاَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾ معطوف على أهل الكتاب ولا زائدة لتوكيد النفي. قوله ﴿ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾ في تأويل مصدر مفعول يود ومن زائدة وخير نائب فاعل ينزل، والتقدير ما يحب الذين كفروا وهم أهل الكتاب والمشركون إنزال خير من ربكم عليكم. قوله: (حسداً لكم) تعليل للنفي وحسد اليهود بسبب زعمهم أن النبوة لا تليق إلا بهم لكونهم أبناء الأنبياء، وحسد مشركي العرب بسبب ما عندهم من الرياسة والفخر فقالوا لا تليق النوبة إلا بنا. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ ﴾ يستعمل متعدياً ولازماً فعلى الأولى فاعله ضمير مستتر فيه الموصول بصلته في محل نصب على المفعولية والمعنى والله يخص إلخ، وعلى الثاني الفاعل هو الموصول بصلته والمعنى والله يميز برحمته من يشاؤه. قوله: ﴿ ٱلْعَظِيمِ ﴾ أي الواسع. قوله: (ولما طعن الكفار إلخ) أشار بذلك إلى سبب نزول الآية، والمقصود من ذلك بيان حكمة النسخ والرد على الكفار حيث قالوا إن القرآن افتراء من محمد فلو كان من عند الله لما بدل فيه وغير. ورد عليهم أيضاً بقوله تعالى:﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ﴾[النحل: ١٠١] الآية وقوله تعالى:﴿ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ ﴾[يونس: ١٥] قوله: (شرطية) أي وهي نكرة بمعنى شيء معمولة لننسخ وقوله من آية بيان لما.