قوله: ﴿ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ ﴾ أي في بعض الغزوات. قوله: ﴿ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ ﴾ أي في بعضها، وقابل الحسنة بالمصيبة، إشارة إلى أن الثواب مترتب على كل منهما، وإنما قابلها بالسيئة في آل عمران، لأنها خطاب للمؤمنين، وفيهم من يراها سيئة. قوله: ﴿ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ ﴾ أي أدركنا ما أهمنا من الأمور، وهو موالاة الكفار، واعتزال المسلمين، وغير ذلك من أنواع النفاق. قوله: ﴿ وَّهُمْ فَرِحُونَ ﴾ الجملة حالية من فاعل ﴿ وَيَتَوَلَّواْ ﴾.
قوله: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ ﴾ أي رداً لقولهم: ﴿ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ ﴾.
قوله: ﴿ ٱلْحُسْنَيَيْنِ ﴾ صفة لموصوف محذوف، قدره المفسر بقوله: (العاقبتين). قوله: ﴿ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ ﴾ لأي العاقبتين السيئتين. قوله: (بقارعة) أي صاعقة. قوله: ﴿ فَتَرَبَّصُوۤاْ ﴾ إلخ، أي فإنا منتظرون ما يسرنا وأنتم منتظرون ما يسوؤكم. قوله: ﴿ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ﴾ إلخ، نزلت في الجد بن قيس، حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ائذن لي في القعود، وأنا أعطيك مالي والمعنى قل لهم اتصافكم بصفات المؤمنين في الإنفاق والصلاة لا يفيدكم شيئاً. قوله: ﴿ طَوْعاً ﴾ أي من غير إلزام. وقوله: ﴿ أَوْ كَرْهاً ﴾ أي بإلزام. قوله: ﴿ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ أي ولم تزالوا كذلك، فالمراد فاسقون فيما مضى وفي المستقبل. قوله: (والأمر هنا بمعنى الخبر) أي فالمعنى نفقتكم طوعاً أو كرهاً غير مقبولة. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ ﴾ استثناء من عموم الأشياء، كأنه قيل: ما منعهم قبول نفقتهم لشيء من الأشياء إلا لثلاثة أمور: كفرهم بالله ورسوله، وإيتائهم الصلاة في حال كسلهم، وإنفاقهم مع الكراهة. قوله: (لأنهم يعدونها مغرماً) أي لأنهم لا يرجون عليها ثواباً، ولا يخافون على تركها عقاباً. قوله: (فهي استدارج) أي ظاهرها نعمة، وباطنها نقمة. قوله: (بما يلقون في جمعها من المشقة) جواب عما يقال: إن المال والولد سرور في الدنيا، فأجاب بأن المراد بكونهما عذاباً، باعتبار ما يترتب عليهما من الشقة. إن قلت: إن هذا ليس مختصاً بالمنافق، بل المؤمن كذلك بهذا الاعتبار. أجيب: بأن المؤمن يرجو الآخرة والراحة فيها والتنعم بسبب المشقات، فكأنها ليست مشقة، والمنافق ليس كذلك، فهي حينئذ مشقة في الدنيا والآخرة. قوله: ﴿ أَنفُسُهُمْ ﴾ أي أرواحهم.


الصفحة التالية
Icon