قوله: ﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي الجاهلون الذين هم كبالهائم أو أضل. قوله: (أي كفار مكة) تقدم الأشكال بأن السورة مدنية وأن السائل له يهود المدينة، ويمكن أن يجاب هنا بأن هذه الآية بخصوصها مكية وهو بعيد، وأجاب أستاذنا الشيخ الدردير بأنه لا مانع أن كفار مكة أرسلوا ذلك السؤال له وهو بالمدينة. قوله: (هلا) أشار بذلك إلى أنها تخصيصية وهي بذلك المعنى في غالب القرآن. قوله: ﴿ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ ﴾ أي مشافهة أو على لسان جبريل فينزل علينا كما ينزل عليك. قوله: (مما اقترحناه) أي طلبناه والمقترح هو الشيء الذي لم يسبق إليه. قوله: (من التعنت إلخ) هذا هو وجه المماثلة لأن ما وقع من الأمم الماضية ليس عين ما وقع من كفار مكة. قوله: (فيه تسلية للنبي) أي من قوله كذلك. قوله: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ أي فلا تحزن على من كفر فإنا قد وضحنا آياتنا لقوم يؤمنون بك ولا يتعنتون عليك قال تعالى تسلية له:﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾[الأنفال: ٦٤].
قوله: (نعت) أي ممن كفر وعاند فلا تحزن عليه ويكفيك من آمن. قوله: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ ﴾ الخطاب له صلى الله عليه وسلم أي أرسلناك للناس كافة. قوله: ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾ الباء للملابسة أو المصاحبة أو السببية والأقرب الأولان. قوله: (بالهدى) أي دين الإسلام أو القرآن. قوله: ﴿ بَشِيراً ﴾ هو ونذيراً حالان إما من الكاف في أرسلناك أو من الحق. قوله: (من) اسم موصول معمول لبشيراً. وقوله أجاب إليه صلتها والمعنى انقاد له، وقوله من لم يجب إليه أي من لم ينقد إليه ولم يختر ديناً. قوله: (النار) سميت النار جحيماً لجحمها أي اضطرابها بأهلها من شدة لهيبها كاضطراب موج البحر. قوله: (ما لهم لم يؤمنوا) هذا هو صورة السؤال، أي حيث بلغت الرسالة ونصحت الأمة وكشف الغمة وجليت الظلمة، فلا تخف من كفرهم ولا يسألك الله عنه. قوله: (إنما عليك البلاغ) علة للنفي. قوله: (بجزم تسأل) أي مع فتح التاء مبنياً للفاعل وهما قراءتان سبعيتان، والمعنى على هذه القراءة لا تسألنا يا محمد عن صفاتهم وأحوالهم فإنها شنيعة فظيعة لا يسعك السؤال عنها لهولها، أو المعنى لا تسألنا الشفاعة فيهم لأن كلمة العذاب حقت عليهم.