قوله: ﴿ ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ ﴾ أي أخذناه قهراً. قوله: (قنوط) أي لقلة صبره وعدم رجائه في ربه. قوله: ﴿ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ ﴾ أي على حسب عادة الدهر، ولا ينظر لفضل الله في ذلك، فهو مغضوب عليه على كل حال. قوله: ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ﴾ مستثنى من قوله: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ ﴾ إلخ، وقد أشار المفسر، إلى أن هذا الاستثناء منقطع، حيث عبر بلكن، ويصح أن يكون متصلاً، باعتبار أن المراد بالإنسان الجنس لا واحد بعينه. قوله: ﴿ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ ﴾ أي لذنوبهم. قوله: ﴿ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ أي عظيم مدخولهم في الآخرة. قوله: ﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ ﴾ لعل تأتي للترجي في الأمر المحبوب، كما تقول: لعل الحبيب قادم، وتأتي للتوقع في الأمر المكروه، كما تقول: لعل العدو قادم، والآية من هذا الثاني، غير أن التوقع ليس على بابه، إذ مستحيل على رسول الله كتم بعض ما أمر بتبليغه والعزم على ذلك، بل المقصود منه الاستفهام الإنكاري، والتحضيض على التبليغ، مع عدم المبالاة بمن عاداه، كأن الله يقول لنبيه: بلغ ما أمرت به، ولو كره المشركون ذلك، ولا تترك التبليغ محافظة على عدم استهزائهم، وذلك أن رسول الله، كان إذا قرأ آية فيها سب المشركين وآلهتهم، نفروا وقالوا: أئت بقرآن غير هذا أو بدله، ونحن نتبعك، فرد الله عليهم ذلك، حيث حضه على التبليغ، ونهاه عن الكتم. قوله: ﴿ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ﴾ أي وهو ما فيه سب آلهتهم. قوله: ﴿ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ﴾ أي لا يكن منك ضيق صدر، بسبب استهزاء الكفار بك، فإن الله حافظك وناصرك عليهم وخاذلهم. ﴿ أَن يَقُولُواْ ﴾ أي فقد قالوا: إن كنت صادقاً في الرسالة من عند الله الذي تصفه بالقدرة التامة، وأنك حبيبه وعزيز عنده، مع أنك فقير، فهلا أنزل عليك ما تستغني بذلك أنت وأصحابك؟ وهلا أنزل عليك ملك يشهد لك بالرسالة؟ قوله: ﴿ كَنزٌ ﴾ أي مال كثير، وسمي بذلك لأن شأنه أن يكنز. قوله: (فلا عليك إلا البلاغ) أي فلا تبال بقولهم، ولا تغنم منهم. قوله: (حفيظ) أي فيحفظك ويجازيهم.


الصفحة التالية
Icon