قوله: ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ ﴾ هذا خطاب في غاية التلطف بهم. قوله: (بيان) أي حجة وبرهان. قوله: ﴿ فَعُمِّيَتْ ﴾ أي النبوة أي خفيت عليكم. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (والبناء للمفعول) أي والأصل أعماها الله عليكم أي أخفاها، فأطلق العمى وأريد لازمه وهو الخفاء، لأن الأعمى عليه الأشياء، فلا يهتدي ولا يهدي غيره، قوله: (أجبركم على قبولها) أي لا قدرة لنا على إلزامكم إياها، والحال أنكم كارهون لها، بل الإيمان إنما هو بالرضا والتسليم الباطني، والمعنى أخبروني إن كنت على حجة ظاهرة من ربي وأعطاني نبوة من عنده، فأخفاها عليكم، أأجبركم على قبولها والإيمان بها، والحال أنكم كارهون منكرون لها، لا أستطيع ذلك، بل لا قدرة لي إلا على البلاغ. قوله: ﴿ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ ﴾ أي فهو المتكفل لي بالثواب والعطايا. قوله: (كما أمرتموني) أي فقد قالوا لي: امنع واطرد هؤلاء الأسافلة عنك ونحن نتبعك، فإنا نستحي أن نجلس معهم في مجلسك، وهذا كما قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم كما في سورة الأنعام، فنزل رداً عليهم﴿ وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ﴾[الأنعام: ٥٢] الآية. قوله: (فيجازيهم) أي على ما قدموا من الأعمال الصالحة. قوله: ﴿ تَجْهَلُونَ ﴾ أي لا تحسنون خطاباً. قوله: (أي لا ناصر لي) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري. قوله: ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير أتأمروني بطردهم أفلا تذكرون. قوله: ﴿ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ ﴾ هذا رد لقولهم:﴿ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ﴾[هود: ٢٧] والمراد بخزائن الله، مغيباته التي لا يعلمها ولا يطلع عليها إلا هو. قوله: ﴿ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ ﴾ رد لقولهم:﴿ وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ ﴾[هود: ٢٧] إلخ، والمعنى ما قلت لكم إني أعلم الغيب فأطلع على بواطنكم. قوله: ﴿ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ﴾ رد لقولهم:﴿ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا ﴾[هود: ٢٧].
قوله: ﴿ تَزْدَرِيۤ ﴾ أصله تزتري فقلبت تاء الافتعال دالاً. قوله: ﴿ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ﴾ أي توفيقاً وهدى. قوله: ﴿ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ ﴾ أي من إيمان وكفر. قوله: ﴿ قَدْ جَادَلْتَنَا ﴾ أي شرعت في جدالنا. قوله: (به) قدره إشارة إلى أن عائد الموصول محذوف، ويصح أن تكون ما مصدرية، والمعنى بوعدك إيانا. قوله: (فيه) أي في الوعد. قوله: (تعجيله) إشارة بذلك إلى أن مفعول شاء محذوف. قوله: (بفائتين الله) أي بفارين من عذابه. قوله: (وجواب الشرط) أي الأول، وهذا مرور على مذهب البصريين القائلين: إن جواب الشرط لا يتقدم عليه، وجوزه الكوفيون، وحينئذ يكون تقدير الكلام: إن كان الله يريد أن يغويكم، فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي، وذلك لأن القاعدة إذا اجتمع في الكلام شرطان، وجواب يجعل الجواب للثاني، والشرط الثاني وجوابه، جواباً عن الأول. قوله: (أي كفار مكة) هذا أحد قولين، والثاني وعليه أكثر المفسرين، أن هذه الآية من جملة قصة نوح. ويكون الضمير في ﴿ ٱفْتَرَاهُ ﴾ عائداً على الوحي الذي جاءهم به نوح. قوله: (أي عقوبته) أشار بذلك إلى الكلام على حذف مضاف.