قوله: ﴿ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ ﴾ أي وقد طلبوا منه أن يخرج لهم ناقة من صخرة عينوها، حيث قالوا: أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة وبراء عشراء، فدعا الله، فتمخضت الصخرة كما تتمخض النساء عند الولادة، فخرجت منها ناقة كما وصفوا، فولدت الناقة في الحال فصيلاً، قدرها في الجثة يشبهها، وأضيفت الناقة لله تشريفاً، أي لا اختصاص لأحد بها. قوله: ﴿ تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ ﴾ أي من العشب والنبات، وفي الكلام اكتفاء، أي وتشرب من ماء الله، على حد﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ ﴾[النحل: ٨١] أي والبرد. قوله: ﴿ قَرِيبٌ ﴾ أي عاجل لا يتأخر عنهم إلا ثلاثة أيام. قوله: (عقرها قدار) أي ابن سالف، حيث ضربها في رجليها، فذبحوها واقتسموا لحمها، وقدار هذا من أشقى الأشقياء. قوله: ﴿ فِي دَارِكُمْ ﴾ أي أرضكم. قوله: ﴿ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ﴾ والحكمة في ذلك، بقاء الفصيل ينوح على أمه ثلاثة أيام، ثم فتحت له الصخرة، ودخل فيها، قالوا: وما العلامة؟ قال: تصبحون في اليوم الأول وجوهكم مصفرة، وفي اليوم الثاني وجوهكم محمرة، وفي اليوم الثالث وجوهكم مسودة. قوله: ﴿ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ (فيه) أشار المفسر بتقدير فيه، إلى أنه من باب الحذف والإيصال. قوله: ﴿ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ﴾ أي وهي الإيمان. قوله: ﴿ وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ﴾ أي يوم إهلاكهم بالصيحة. قوله: (لإضافته إلى مبني) أي فهي من أسباب البناء. قوله: (وهو الأكثر) أي عربية، وأما في القراءة فمستويان. قوله: ﴿ وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ حذفت تاء التأنيث من الفعل، إما لكون المؤنث مجازياً كما يقال طلع الشمس، أو للفصل بالمفعول، كأتى القاضي بيت الواقف. قوله: ﴿ ٱلصَّيْحَةُ ﴾ أي مع الزلزلة فتقطعت قلوبهم، والمراد صيحة جبريل عليهم من السماء، فسمعوا صوت كل شيء فماتوا جميعاً. قوله: ﴿ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ ﴾ أي طرداً دائماً عن رحمة الله، فقد نزعوا من دائرة الحلم والرحمة. قوله: (بالصرف وتركه) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (على معنى الحي) راجع للصرف، وقوله: (والقبيلة) راجع لتركه، فهو لف ونشر مرتب، وقد تقدم بسط تلك القصة في الأعراف.


الصفحة التالية
Icon