قوله: ﴿ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ ﴾ صفة لمصدر محذوف مفعول مطلق، والتقدير قصصاً أحسن القصص، والقصص في اللغة من قص الأثر تتبعه، سمي الكلام الذي يحكي عن الغير بذلك، لأن المتكلم يقص الخبر شيئاً فشيئاً، والمعنى نحن نبين لك أخبار الأمم السابقة أحسن البيان، وقيل المراد خصوص قصة يوسف، وإنما كانت أحسن القصص، لما فيها من الحكم والنكت، وسير الملوك والمماليك والعلماء، ومكر النساء، والصبر على الأذى، والتجاوز عنه أحسن التجاوز، وغير ذلك من المحاسن. قوله: (بإحيائنا) الباء سببية، وأشار بذلك إلى أن ما مصدرية، والجار والمجرور متعلق بنقص. قوله: ﴿ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ ﴾ اسم الإشارة مفعول لأوحينا، والقرآن بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان أو نعت. قوله: ﴿ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ ﴾ الجملة حالية. قوله: ﴿ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ ﴾ أي لم تخطر ببالك تلك القصة ولم تسمعها قط، بل كنت خالي الذهن منها، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، حيث يخبر عن المتقدمين والمتأخرين، بأحسن تعبير وأبلغ وجه، ولذا قال البوصيري: كفاك بالعلم في الأميء معجزة في الجاهلية والتأديب في اليتمفأكبر دليل على فضل الإنسان، غزارة علمه وسعة اطلاعه، على ما أعطاه الله من العلوم اللدنية والمعارف الربانية.