قوله: ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ ﴾ أي فكان يفتح وعاء وعاء ويفتشه، ثم بعد فراغه منه يستغفر الله مما قذفهم به، إلى أن وصل إلى رحل بنيامين فقال: ما أظن هذا أخذ شيئاً، فقالوا: والله لا نتركك حتى تنظر في رحله، فإنه أطيب لنفسك وأنفسنا، فلما فتحوا متاعه وجدوا الصواع فيه. قوله: ﴿ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ ﴾ أي فلما أخرجها منه، نكس الأخوة رؤوسهم من الحياء، وأقبلوا على بنيامين يلومونه ويقولون له: فضحتنا وسودت وجهنا يا ابن راحيل، ما زال لنا منكم بلاء، فقال بنيامين: بل بنو راحيل ما زال لهم منكم بلاء، ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية، إن الذي وضع هذا الصواع في رحلي، هذا الذي وضع البضاعة في رحالكم. قوله: ﴿ كَذٰلِكَ ﴾ (الكيد) أي الحيلة وهي استفتاء يوسف من إخوته. قوله: ﴿ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾ أي ألهمناه أن يضع الصاع في رحل أخيه ليضمه إليه، على ما حكم به إخوته. قوله: (علمناه الاحتيال) إلخ، أي فما وقع من يوسف في تلك الواقعة بوحي من الله تعالى، وحينئذ فلا يقال: كيف نادى على إخوته بالسرقة واتهمهم بها مع أنهم بريئون. قوله: (لأن جزاءه عنده الضرب) إلخ، أي وهذه الطريقة لا توصله إلى أخذ أخيه. قوله: (مثلي المسروق) أي مثلي قيمته. قوله: ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾ استثناء منقطع، والمعنى ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك، ولكن أخذ بشريعة يعقوب، لمشيئة الله لأخذه، إذ لو شاء عدم أخذه لما علمه تلك الحيلة قوله: (بحكم أبيه) أي شريعته. قوله: (بالإضافة والتنوين) أي فهما قراءتان سبعيتان قوله: ﴿ وَفَوْقَ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ عَلِيمٌ ﴾ مبتدأ مؤخر، والمعنى أن إخوة يوسف وإن كانوا علماء، إلا أن الله جعل يوسف فوقهم في العلم، بل فضله عليهم بمزايا عظيمة منها: الرسالة والملك والإنعام عليهم وغير ذلك.


الصفحة التالية
Icon