قوله: (يا أهل مكة) راجع لقراءة التاء، فيكون خطاباً لهم، وعلى الياء يكون إخباراً عنهم. قوله: (غاية لما دل عليه وما أرسلنا) إلخ، أي وحينئذ يكون المعنى: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فكذبتهم أممهم فتراخى نصرهم حتى إلخ. قوله: (أيقن الرسل) هذا راجع لقراءة التشديد، والمعنى أيقن الرسل بالوحي من الله، بأن قومهم يكذبونهم تكذيباً لا إيمان بعده، وأما قراءة التخفيف فالظن على بابه. قوله: (والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (من النصر) بيان لما. قوله: (بنونين مشدداً) إلخ، حاصل ما ذكره ثلاث قراءات: التشديد والتخفيف مع النونين، والتشديد مع النون الواحدة، وظاهر كلامه أن جميعها سبعي وليس كذلك، بل التشديد مع النونين قراءة شاذة قوله: (ماض) أي مبني للمفعول، و ﴿ مَن نَّشَآءُ ﴾ نائب فاعل. قوله: ﴿ فِي قَصَصِهِمْ ﴾ القصص بالفتح مصدر قص إذا تتبع الأثر والخبر، والمراد الأخبار. قوله: (الرسل) أي كهود وصالح ولوط وشعيب وغيرهم، ويحتمل أن الضمير عائد، على يوسف وإخوته بدليل قوله تعالى في أول السورة:﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ ﴾[يوسف: ٣] والمعنى أن الذي قدر على إخراج يوسف من الجب والسجن، ومن عليه بالعز والملك، وجمع شمله بأبيه وإخوته بعد المدة الطويلة، قادر على إعزاز محمد صلى الله عليه وسلم وإعلاء كلمته وإظهار دينه، رغماً على أنف كل معارض. قوله: ﴿ عِبْرَةٌ ﴾ أي تفكر واتعاظ. قوله: ﴿ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ﴾ تعريض بأنهم ليسوا بأولي الألباب. قوله: (هذا القرآن) أي الذي تقدم ذكره في قوله:﴿ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ﴾[يوسف: ٢].
قوله: ﴿ تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ هذه أخبار أربعة، أخبر بها عن كان المحذوفة التي قدرها المفسر، والمعنى أن هذا القرآن مصدق لما تقدم قبله من الرسل ومن الكتب التي جاؤوا بها، فقول المفسر (من الكتب) لا مفهوم له. قوله: (في الدين) أي من الحلال والحرام والمواعظ وغير ذلك. قوله: ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ أي إنعاماً وإحساناً.