قوله: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ ﴾ أي أنبياء بني إسرائيل. قوله: ﴿ قَدْ خَلَتْ ﴾ أي سبقت. قوله: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ ﴾ أي من خير أو شر. قوله: ﴿ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ أي ولا يسألون عن عملكم. قوله: (تقدم مثله) أي وإنما كرره الله لمزيد بلادتهم فإن السامع إذا كان بليداً فالأبلغ تكرار الكلام له لإقامة الحجة عليه. قوله: ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ ﴾ سيأتي للمفسر أن الآية من الإخبار بالغيب وحاصل ذلك أن النبي كان يستقبل الكعبة في صلاته وهو بمكة، فلما هاجر إلى المدينة أمر باستقبال بيت المقدس، فأنزل الله هذه الآية ليعلمه بأنه سيحوله للكعبة فيعترض عليه وليكون معجزة له من حيث إخباره بالمغيبات، ثم نزل آية تحويل القبلة، فمقتضاه أن هذه الآية متقدمة في النزول والتلاوة، ودرج على ذلك جماعة من المفسرين، والذي ورد عن ابن عباس وغيره أنها متقدمة في التلاوة متأخرة في النزول عن آية التحويل، وحكمة الإتيان بالسين إفادة الإستمرار على هذه المقالة منهم ومن يأتي بعدهم، والسفهاء جمع سفيه وهو من يتجنب المنافع ويتعلق بالمضار دنيوية أو دينية، ولا شك أن الكافر تعلق بالمضار الدينية فكل كافر سفيه. قوله: ﴿ مِنَ ٱلنَّاسِ ﴾ بيان للسفهاء احترازاً عن البهائم فإنها تسمى سفهاء أيضاً. قوله: (اليهود) أي فإنهم اعترضوا على النبي وأصحابه في تحولهم عن جهة بيت المقدس إلى جهة الكعبة، وقوله: (والمشركين) أي فإنهم اعترضوا عليهم في تحولهم أولاً ورجوعهم ثانياً. قوله: ﴿ مَا وَلَّٰهُمْ ﴾ ما استفهامية والجملة بعدها خبر عنها. قوله: (إلى أي جهة شاء) أي فالأمر باستقبال جهة مخصوصة تعبدي لا نعقل له معنى. قوله: (هدايته) مفعول يشاء قوله: (ومنهم أنتم) أي من المهتدين أمة محمد صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon