قوله: (مكتوب فيه) أي في ذلك الكتاب وهو اللوح المحفوظ. قوله: (بالتخفيف والتشديد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (وهو ما كتبه في الأزل) أي قدره بمعنى تعلق به علمه وإرادته، وما مشى عليه المفسر، من أن الصحف واللوح المحفوظ، يقع فيها التغيير والتبديل، والمراد بأم الكتاب، علم الله المتعلق بالأشياء أزلاً، هو أحد تفسيرين: إن قلت: يرد على هذا ما ورد أن الله لما خلق اللوح والقلم، وأمر بكتابة ما كان وما يكون وما هو كائن، قال رفعت الأقلام وجفت الصحف. أجيب: بأن المراد رفعت الأقلام عما هو مطابق لعلم الله والتفسير الآخر: أن المحو والإثبات، يقعان في صحف الملائكة فقط، والمراد بقوله: ﴿ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ ﴾ اللوح المحفوظ، وهو لا يقبل التغيير ولا التبديل، والحاصل: أن ما في علم الله، لا يقبل التغيير جزماً، وما في الصحف يقبل التغيير جزماً، والخلاف في اللوح المحفوظ، والآية محتملة، والله أعلم بحقيقة الحال. قوله: ﴿ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ ﴾ إن شرطية مدغمة في ما الزائدة كما قال المفسر، و ﴿ نُرِيَنَّكَ ﴾ فعل الشرط، والفاعل مستتر تقديره نحن، والكاف مفعول أول، و ﴿ بَعْضَ ٱلَّذِي ﴾ مفعول ثان، والمفعول الثالث محذوف، قدره المفسر بقوله: (في حياتك). قوله: (أي فذاك) مبتدأ خبره محذوف تقديره شاف صدرك من أعدائك. قوله: ﴿ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾ معطوف على ﴿ نُرِيَنَّكَ ﴾ فهو شرط أيضاً، وجوابه محذوف، والتقدير فلا لوم عليك، وقوله: ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ﴾ دليل للمحذوف. قوله: (فنجازيهم) أي على أعمالهم خيرها وشرها، وقد جمع الله لنبيه بين تعذيبهم على يده في الدنيا.