قوله: ﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ﴾ شروع في ذكر دلائل وحدانيته تعالى، واتصافه بالكمالات، وهذه الآية مشتملة على عشرة أدلة. قوله: ﴿ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً ﴾ أي فماء المطر من السماء، كما ذكره أهل السنة. قوله: ﴿ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ ﴾ المراد بها ما يشمل المطعوم والملبوس. قوله: ﴿ رِزْقاً لَّكُمْ ﴾ حال من الثمرات. قوله: (السفن) أي الكبار والصغار، وقوله: (بالركوب) أي على ظهرها، وقوله: (والحمل) أي حمل الأثقال من محل إلى آخر. قوله: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَارَ ﴾ جمع نهر، أي ذللها لكم في جميع الأرض على ما تشتهي أنفسكم. قوله: ﴿ دَآئِبَينَ ﴾ الدأب العادة المستمرة دائماً على حال واحدة، والمعنى أن الله سخر الشمس والقمر يجريان من يوم خلقهما الله، ولا يفتران عن سيرهما إلى آخر الدهر، فالشمس نعمة النهار، والقمر نعمة الليل، وهما منافع للعالم، بهما يهتدون، ويعرفون السنين والحساب، وتطيب ثمارهم وزروعاتهم، فهما سبب عادي لنفع العالم، يوجد النفع عندهما لا بهما. قوله: (لا يفتران) أي لا يضعفان ولا ينكسران. قوله: (في فلكهما) أي محلهما ومقرهما، وهو السماء الرابعة للشمس، وسماء الدنيا للقمر. قوله: (لتسكنوا فيه) أي تطمئنوا فيه من تعب النهار. قوله: (لتبتغوا من فضله) أي تسعوا في معايشكم ومعادكم، قال تعالى:﴿ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ﴾[القصص: ٧٣].


الصفحة التالية
Icon