قوله: (مسرعين) أي إلى الداعي وهو إسرافيل، وقيل جبريل حيث ينادي على صخرة بيت المقدس، وهي أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، واللحوم المتمزقة، والشعور المتفرقة، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء فعند ذلك ينفخ إسرافيل في الصور. قوله: (حال) أي من المضاف المحذوف، والتقدير تشخيص فيه أبصارهم، حال كون أصحاب الأبصار مهطعين الخ. قوله: ﴿ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾ أي لا ينطبق لهم جفن لعظم الهول، وهو تأكيد لشخوص البصر. قوله: ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ ﴾ إما مستأنف أو حال. قوله: (خالية من العقل لفزعهم) أي خالية من الفهم لشدة الحيرة والدهشة، والمعنى أن القلوب حينئذ، تكون فارغة من الإدراك والفهم، والأبصار شاخصة، والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته. قوله: ﴿ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ ﴾ مفعول ثان لأنذر على حذف مضاف، أي أنذرهم هوله وشدته. قوله: ﴿ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ ﴾ فيه إظهار في مقام الاضمار، لزيادة التشنيع عليهم. قوله: ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾ أي أخر العذاب عنا، وردنا إلى الدنيا مدة من الزمان، نستدرك فيها ما فات. قوله: ﴿ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ ﴾ مجزوم في جواب الأمر. قوله: (فيقال لهم) القائل لهم الملائكة أو الله. قوله: (حلفتم) أي كما حكى الله عنهم ذلك في سورة النحل بقوله:﴿ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ ﴾[النحل: ٣٨].
قوله: ﴿ وَسَكَنتُمْ ﴾ معطوف على ﴿ أَقْسَمْتُمْ ﴾.
قوله: ﴿ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ ﴾ المراد بمساكنهم دار الدنيا، لا خصوص منازل الذين ظلموا، فإن كفار قريش لم يسكنوا ديار الكفار الذين هلكوا قبلهم. قوله: (السابقة) أي كقوم نوح وعاد وثمود ولوط وغيرهم. قوله: ﴿ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ ﴾ أي حالهم وخبرهم. قوله: (من العقوبة) بيان لقوله: ﴿ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ﴾.
قوله: ﴿ وَقَدْ مَكَرُواْ ﴾ أي أهل مكة. قوله: (حيث أرادوا قتله) الخ، أي حين اجتمعوا بدار الندوة يتشاورون في شأنه، وقد تقدم ذلك في الأنفال في قوله تعالى:﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾[الأنفال: ٣٠] الخ. قوله: (ما) ﴿ كَانَ ﴾ فسر إن بما، لأن اللام في لتزول لام الجحود، وهي لا تقع إلا بعد كون منفي بما أو لم. قوله: (لا يعبأ به) أي لا يلتفت إليه. قوله: (والمراد بالجبال هنا) أي ففيها قولان: قيل المراد حقيقتها، وقيل شرائع الإسلام، فهي مستعملة في مجازها. قوله: (في القرار والثبات) هذا هو وجه الشبه بينهما. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (فإن مخففة) أي واللام في لتزول فارقة. قوله: (والمراد تعظيم مكرهم) أي على هذه الثانية فتحصل أن المعنى على القراءة الأولى: ما كان مكرهم مزيلاً للجبال، لضعفه وعدم العبرة به، وعلى الثانية: والحال أن مكرهم، لتزول منه الجبال لعظمه وشدته، والمكر على القراءتين، قيل تشاورهم في شأن النبي، وقيل كفرهم، ولكن القول الثاني، يوافق القراءة الثانية، بدليل آية﴿ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً ﴾[مريم: ٩٠-٩١].
قوله: (وعلى الأولى) أي القراءة الأولى وهي النافية. قوله: (ما قرىء) أي الذي قرىء وهي قراءة شاذة.