قوله: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ﴾ هذا كالنتيجة لما قبله كأنه قال فلما تفرقوا صار لكل وجهة. قوله: (قبلة) أشار بذلك إلى أن وجهة اسم للمكان فثبوت الواو قياس، وأما إن أريد بها المعنى المصدري فثبوت الواو غير قياسي على حد عدة ورقة، وإنما ثبتت الواو تنبيها على الأصل، قوله: ﴿ هُوَ ﴾ أي الفريق المفهوم من الأمم، لأن المراد بهم الفرق، لو عبر به لكان أوضح، قوله: ﴿ مُوَلِّيهَا ﴾ اسم فاعل فاعله ضمير يعود على الفريق، والهاء مفعول أول وقول المفسر وجهة مفعول ثان قوله: (وفي قراءة مولاها) أي بصيغة اسم المفعول، فنائب الفاعل مفعول أول والهاء مفعول ثاني والمعنى موجه إليها. قوله: ﴿ ٱلْخَيْرَاتِ ﴾ جمع خير بالتخفيف والتشديد جمع خيرة ومعناه الطاعة على كل، قوله: ﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ ﴾ أين اسم شرط جازم يجزم فعلين، تكونوا فعل الشرط مجزوم بحذف النون والواو فاعل، ويأت جواب الشرط مجزوم بحذف الياء والكسرة دليل عليها، وبكم متعلق بيأت والله فاعل يأت وجميعاً حال من الكاف في بكم، وقوله: (فيجازيكم) فيصح فيه الجزم والرفع والنصب ولكن الرسم يأبى الأولى، وإنما جازت الأوجه الثلاثة فيه لقول ابن مالك: والفعل من بعد الجزا إن يقترن بالفاء أو الواو بتثليث قمنوالمعنى في أي مكان تكونون فيه يجمعكم الله لحساب فيترتب عليه الجزاء. قوله: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ هذا كالدليل لما قبله أي إنما كان ذلك لأنه قدير على كل شيء. قال تعالى:﴿ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ ﴾[الشورى: ٢٩]، قوله: ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ ﴾ إلخ حيث هنا ظرف مكان ومن للإبتداء، وجملة خرجت في محل جر بإضافة حيث إليها وليست شرطية لأنها لا تكون كذلك إلا إذا اقترنت بما. قوله: (لسفر) ظاهره فرضاً ونقلاً ولكن السنة خصصت ذلك بالفريضة، وأما النافلة فتجوز في السفر لغير القبلة بشروط مذكورة في الفقه، قوله: ﴿ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾ أي جهة الكعبة. قوله: ﴿ وَإِنَّهُ ﴾ أي النسخ أو التولي للكعبة أو النبي، قوله: ﴿ لَلْحَقُّ ﴾ أي جنسه أو المعهود وهو نعت النبي أو كل فرد من أفراده، قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان، قوله: (لبيان تساوي حكم السفر إلخ) أشار بذلك لدفع ما يتوهم أنه تكرار محض، قوله: (كرره للتأكيد) أي للتثبيت في عقولهم لقرابة الحكم حينئذ لأنه أول ما ورد من النسخ.