قوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ﴾ القائل يحتمل أن يكون المسلمين، أو الوافد عليهم، أو بعضهم لبعض، على سبيل التهكم، فإن الكفار لا يقرون بأنه منزل من عند الله. قوله: ﴿ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ جمع أسطورة، كأحاديث وأكاذيب وأعاجيب، جمع أحدوثة. قوله: (إضلالاً للناس) علة للقول. قوله: (في عاقبة الأمر) أشار بذلك إلى أن اللام في ﴿ لِيَحْمِلُواْ ﴾ لام العاقبة والصيرورة، والمعنى أنهم لما وصفوا القرآن، بكونه أساطير الأولين، كان عاقبتهم بذلك حملهم ذنوبهم. قوله: ﴿ كَامِلَةً ﴾ أي وبلاياهم التي أصابتهم في الدنيا، لا تكفر عنهم شيئاً يوم القيامة، بل يعاقبون على جميع أوزارهم، بخلاف بلايا المؤمنين، فإنها تكفير لذنوبهم، أو رفع درجات لهم، فالبلايا للمجرمين عقوبات، وللأبرار مكفرات، وللعارفين درجات، فقد يكون السابق في علمه تعالى، أن العارف لا ينال تلك الدرجة إلا بمنحة، فيوصلها الله له لينال تلك الدرجة. قوله: ﴿ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ﴾ أي ويحصل للرؤساء الذين أضلوا غيرهم، بعض أوزار الأتباع، وهو السبب، هذا ما قرره المفسر تبعاً للبيضاوي، وهو خلاف التحقيق، بل التحقيق أن ﴿ وَمِنْ ﴾ بمعنى مثل، والمعنى أن للرؤساء مثل أوزار الاتباع، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم" من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ". قوله: ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ إما حال من المفعول، أي يضلون الأتباع، حال كون الأتباع، غير عالمين بأن الرؤساء في ضلال، بل يعتقدون أنهم على خير حيث قلدوهم، أو من الفاعل، والمعنى يضلون غيرهم، حال كونهم غير عالمين بما يستحقونه من العذاب، في مقابلة ضلالهم وإضلالهم. قوله: (فاشتركوا في الإثم) أي العقوبة، فعقوبة المتبوعين بضلالهم وإضلالهم، وعقوبة التابعين بالمطاوعة والتقليد، ولا يعذرون بالجهل، قوله: ﴿ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ ﴿ سَآءَ ﴾ فعل ماض لإنشاء الذم كبئس، و ﴿ مَا ﴾ اسم موصول و ﴿ يَزِرُونَ ﴾ صلته أو نكرة موصوفة، و ﴿ يَزِرُونَ ﴾ صفة لها، والعائد على كل محذوف، والتقدير يزرونه، والمخصوص بالذم محذوف، كما أشار له المفسر بقوله: (حملهم) هذا.


الصفحة التالية
Icon