قوله: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ ﴾ أي إقامة لا يطرأ عليها زوال ولا فناء، بل هي دائمة بأهلها على سبيل التأييد. قوله: ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾ أي من تحت قصورها وغرفها، قال تعالى:﴿ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾[الزمر: ٢٠] أو المراد بالأنهار المذكورة في قوله تعالى:﴿ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ ﴾[محمد: ١٥] الخ. قوله: ﴿ مَا يَشَآؤونَ ﴾ أي يطلبون مما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. قوله: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ الكاف بمعنى مثل، نعت لمصدر محذوف معمول ليجزي، والتقدير يجزي الله المتقين جزاء مثل ذلك الجزاء. قوله: ﴿ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ أي الذين اجتنبوا الشرك، وأل في المتقين للاستغراق. قوله: (نعت) أي للمتقين. قوله: ﴿ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ﴾ أي تقبض أرواحهم. قوله: ﴿ طَيِّبِينَ ﴾ حال من ضمير ﴿ تَتَوَفَّاهُمُ ﴾ وحينئذ تبشرهم الملائكة عند قبض أرواحهم، بالرضوان والجنة والكرامة، فيحصل لهم عند ذلك السرور والفرح، فيسهل عليهم قبض أرواحهم، ويطيب لهم الموت على هذه الحالة، فلو خير المؤمن، بين الرجوع إلى الدنيا، ويعطى جميع ما يشتهي فيها، وبين الموت، لاختار الموت، ولا يرجع إلى الدنيا، لشهوده حقارة الدنيا، بالنسبة لما رآه مهيأ له. قوله: (عند الموت)، أي لما ورد" إذا أشرف العبد المؤمن على الموت، جاءه ملك قال له: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرأ عليك السلام ويبشرك بالجنة "قوله: (في الآخرة) هذا أحد قولين، وقيل إن القول المذكور يكون عند خروج الروح، ويكون الأمر بالدخول للروح دون الجسم، ويشهد له قوله تعالى﴿ يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ ﴾[الفجر: ٢٧-٢٨] الآية، بناء على أن هذه المقالة، تقال للمؤمن عند خروج روحه. قوله: ﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ الباء سببية، وما اسم موصول، والعائد محذوف، والتقدير بسبب الذي كنتم تعملونه. قوله: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ ﴾ الاستفهام إناري بمعنى النفي، ولذا فسره بما النافية، والمعنى لا ينتظر الكفار إلا أحد أمرين: إما نزول الموت بهم، أو حلول العذاب، وأو مانعة خلو تجوز الجمع. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أو القيامة) أولحكاية الخلاف. قوله: ﴿ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله: (كذبوا رسلهم فأهلكوا). قوله: ﴿ فَأَصَابَهُمْ ﴾ معطوف على فعل ﴿ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ وما بينهما اعتراض. قوله: (أي جزاؤها) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف، والأصل. فأصابهم جزاء سيئات ما عملوا قوله: ﴿ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ أي جزاء الذي كانوا به يستهزئون.