قوله: ﴿ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ ﴾ أي حلفوا به، وقوله: ﴿ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾ أي لأنهم كانوا يحلفون بآبائهم وآلهتهم، فإذا كان الأمر عظيماً حلفوا بالله. قوله: (أي غاية اجتهادهم) أي فالمراد بالجهد بالفتح الطاقة، فقولهم الجهد بالفتح المشقة، وبالضم الطاقة بحسب الغالب. قوله: (قال تعالى) أي رداً لمقالتهم. قوله: (مصدران مؤكدان) أي للجملة المقدرة بعد ﴿ بَلَىٰ ﴾.
قوله: (أي وعد ذلك) الخ، الوضح أن يقول أي وعد ذلك وعداً، وحقه حقاً. قوله: ﴿ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ (ذلك) أي أنهم يبعثون لجهلهم. قوله: (المقدر) أي بعد ﴿ بَلَىٰ ﴾.
قوله: (من أمر الدين) أي وهو البعث. قوله: (بتعذيبهم) إلخ، متعلق ﴿ لِيُبَيِّنَ ﴾ والمعنى ليميز لهم الأمر الذي يختلفون فيه، بإثابة المطيع، وتعذيب العاصي. قوله: ﴿ وَلِيَعْلَمَ ﴾ معطوف على ﴿ لِيُبَيِّنَ ﴾.
قوله: ﴿ لِشَيْءٍ ﴾ تسميته شيئاً باعتبار ما يؤول إليه، وإلا فالمعدوم لا يسمى شيئاً. قوله: (والآية لتقرير القدرة على البعث) أي فهي رد على من قال: إن الله لا يبعث من يموت، والأمر كناية عن سرعة الإيجاد عند تعلق الإرادة بالإيجاد، وليس ثم كاف ولا نون، وإلا لزم إما خطاب المعدوم حال عدمه، وهو لا يعقل، أو تحصيل الحاصل إن كان الخطاب له بعد وجوده، وكلا الأمرين محال. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ ﴾ أي انتقلوا من مكة للمدينة. قوله: (لإقامة دينه) أشار بذلك إلى أن في بمعنى اللام، والكلام على حذف مضافين. قوله: ﴿ أَكْبَرُ ﴾ أي من دار الدنيا. قوله: (أو المتخلفون) تفسير ثان للضمير في ﴿ يَعْلَمُونَ ﴾.
قوله: (لوافقوهم) جواب الشرط. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ﴾ خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله: (هم). قوله: ﴿ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ أي يثقون به، ويفوضون أمورهم إليه، والتعبير بالمضارع لاستحضار الحال الماضية، إشارة إلى أن توكلهم كان أعظم توكل، وذلك أنهم خرجوا عن أموالهم وأنفسهم في مرضاة ربهم، ورضوا بالذل بدل العز، وبالفقر بدل الغنى، فجازاهم الله بإبدال الذل عزاً والفقر غنى، فصاروا سادات الناس في الدنيا والآخرة، قال البوصيري رضي الله عنه: ما لموسى ولا لعيسى حواريو   ن في فضلهم ولا نقباءقوله: (فيرزقهم الله من حيث لا يحتسبون) نتيجة التوكل، وليست معنى التوكل.


الصفحة التالية
Icon