قوله: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ ﴾ هذا من جملة صفات السوء. قوله: (والشريك في الرياسة) أي وهو الأصنام، جعلوها شركاء لله في الألوهية التي هي أعلى أوصاف الرياسة. قوله: (وإهانة الرسل) أي كما أهانوا رسول الله، فهم يكرهون البنات والشريك في الرياسة وإهانة رسلهم، ويجعلون ما يكرهونه لله، فينسبون لله البنات، ويشركون مع الله في الألوهية غيره، ويهينون رسول الله. قوله: ﴿ ٱلْكَذِبَ ﴾ مفعول به، وقوله: ﴿ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾ بدل كل من كل. والمعنى: وتقول ألسنتهم زيادة على ما سبق منهم، أن لهم الحسنى. قوله: (لقوله) دليل لقوله: (عند الله). قوله: (قال تعالى) أي رداً عليهم وتبكيتاً لهم. قوله: ﴿ لاَ جَرَمَ ﴾ تقدم أن ﴿ لاَ ﴾ نافية ما قبلها، و ﴿ جَرَمَ ﴾ بمعنى حق وثبت، و ﴿ أَنَّ ﴾ وما دخلت عليه في محل رفع فاعل. والمعنى: لا عبرة بقولهم الكذب، بل حق وثبت كون النار لهم وتركهم فيها. وتقدم أن قول المفسر (حقاً) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حق حقاً. قوله: (أو مقدمون إليها) أي معجلون إليها قبل غيرهم. قوله: (وفي قراءة) وهي سبعية أيضاً. قوله: ﴿ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ ﴾ شروع في تسليته صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ أي جعلها حسنة ليضلهم بها. قوله: (أي في الدنيا) هذا أحد قولين ذكرهما المفسر، وعلى هذا القول فلا يحتاج لتأويل، لأن مدة الدنيا كالوقت الحاضر بالنسبة الآخرة، وقيل المراد باليوم يوم القيامة الخ، أي وعليه فاليوم مستعمل في غير معناه الأصلي، لأنه حقيقة في الزمان الحاضر المقارن للتكلم، ولذا أوله المفسر بقوله: (على حكاية الحال الآتية) أي فعبر عن الزمان الذي لم يحصل، بما هو موضوع للحاضر المقارن لتحقق حصوله، فكأنه حاضر الآن. قوله: (أي لا ولي لهم) أي لا ناصر ولا مغيث لهم غيره. قوله: (وهو عاجز) الخ، الجملة حالية. قوله: (فكيف ينصرهم) أشار بذلك إلى أن المراد بالولي على هذا القول الثاني الناصر، وأما على الأول، فمعناه القرين المتولي إغواءهم.


الصفحة التالية
Icon