قوله: ﴿ وَإِذَا رَأى ﴾ أي أبصر. قوله: ﴿ شُرَكَآءَهُمْ ﴾ مفعول به، والإضافة لأدنى ملابسة، لكون الإشراك نشأ منهم، وكذا يقال في قوله: ﴿ هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ﴾.
قوله: ﴿ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ﴾ إنما قصدوا بذلك توزيع العذاب بينهم. قوله: ﴿ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ ﴾ المعنى: فيخلق الله الحياة والعقل والنطق في تلك الأصنام ويقولون: إنكم قد كذبتم في عبادتكم لنا، فإنكم ما عبدتمونا، بل عبدتم هواكم، وإنما كذبوهم وقد كانوا يعبدونهم، لأن الأوثان لم يكونوا راضين بذلك، فكأنهم لم يعبدوهم. قوله: (أي استسلموا) أي انقادوا بعد أن كانوا في الدنيا متكبرين، ولكن هذا الانقياد لا ينفعهم. قوله: (من أن آلهتهم تشفع لهم) أي حيث قالوا: ما نعبدهم إلا ليقوبونا إلى الله زلفى. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ مبتدأ خبره قوله: ﴿ زِدْنَاهُمْ ﴾.
قوله: ﴿ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ أي منعوا الناس عن الدخول في الإيمان، وهذه الآية تعم من يحمل الناس على الكفر، ولو كان يقول: لا إله إلا الله. قوله: (قال ابن مسعود) أي في تفسير العذاب الزائد. وقال سعيد بن جبير: حيات كالبخت وعقارب أمثال البغال، تلسع إحداهن اللسعة، فيجد صاحبها ألمها أربعين خريفاً. وقال ابن عباس ومقاتل: يعني بزيادة العذاب خمسة أنهار، من أصفر مذاب كالنار يسيل من تحت الفرش، يعذبون بها ثلاثة على مقدار الليل، واثنان على مقدار النهار، وقيل إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير، فيبادرون من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها. قوله: (أنيابها كالنخل الطوال) أي وجسمها بالنسبة لأنيابها، كجسم أحدنا بالنسبة إلى نابه، فتكون عظيمة الجثة جداً، أجارنا الله والمسلمين منها. قوله: ﴿ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ ﴾ الباء سببية، وما مصدرية، أي بسبب كونهم مفسدين.


الصفحة التالية
Icon