قوله: ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ ﴾ كرر لزيادة التهديد. قوله: (أي قومك) هذا أحد تفسيرين، وقيل المراد بهؤلاء الأنبياء، لاستجماع شرعه لشرائعهم، وأما كونه شهيداً على أمته، فقد علم مما تقدم، فحملها عليه فيه تكرار، إلا أن يقال: المراد بشهادته على أمته، تزكيته وتعديله لهم، حق شهدوا على تبليغ الأنبياء، وهذا لم يعلم مما مر، مع أنه الوارد في الحديث. قوله: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ﴾ أي في الدنيا، فهو كلام مستأنف. قوله: ﴿ تِبْيَاناً ﴾ حال أو مفعول لأجله، وهو مصدر، ولم يجىء من المصادر على وزن تفعال بالكسر، إلا تبيان وتلقاء، وفي الأسماء كثير، نحو التمساح والتمثال. قوله: ﴿ تِبْيَاناً ﴾ أي بياناً شافياً بليغاً، لأن زيادة البناء، تدل على زيادة المعنى. قوله: ﴿ لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾ محتاج إليه من أمر الشريعة. ن قلت: إنا نجد كثيراً من أحكام الشريعة، لم يعلم من القرآن تفصيلاً، كعدد ركعات الصلاة، ونصاب الزكاة وغير ذلك، فكيف يقول الله تبياناً لكل شيء؟ أجيب: بأن البيان، إما في ذات الكتاب، أو بإحالته على السنة، قال تعالى:﴿ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ ﴾[الحشر: ٧] أو بإحالته على الإجماع، قال تعالى:﴿ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾[النساء: ١١٥] الآية، أو على القياس، قال تعالى:﴿ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ ﴾[الحشر: ٧] والاعتبار النظر والاستدلال اللذان يحصل بهما القياس فهذه أربعة طرق، لا يخرج شيء من أحكام الشريعة عنها، وكلها مذكورة في القرآن، فكان تبياناً لكل شيء بهذا الاعتبار. قوله: ﴿ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ تنازعه كل من هدى ورحمة وبشرى. قوله: (الموحدين) أي وأما الكفار، فهو لهم خسران وعذاب وإنذار.