قوله: ﴿ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ﴾ مقابل قوله: ﴿ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾.
وقوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ مقابل قوله:﴿ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾[النحل: ٩٩].
قوله: (أي الله) بذلك إلى أن الضمير راجع لربهم والباء للتعدية، ويصح أن يعود على الشيطان، وتكون الباء سببية وهي أولى، لعدم تشتيت الضمائر. قوله: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً ﴾ الخ، سبب نزولها، أن المشركين من أهل مكة قالوا: إن محمداً يسخر بأصحابه، يأمره اليوم بأمر، وينهاهم عنه غداً، ما هذا إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ﴾ هذه الجملة معترضة بين الشرط وجوابه، أتى بها تسلية له صلى الله عليه وسلم، والمعنى والله أعلم بالناسخ والمنسوخ، فيكفيك علمه، فلا يحزنك ما قالوه. قوله: (تقوله من عندك) أتختلقه من عند نفسك وليس بقرآن. قوله: (حقيقة القرآن) أي وهو أنه اللفظ المنزل من عند الله على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بأقصر سورة منه المتعبد بتلاوته. قوله: (وفائدة النسخ) أي وهي المصالح التي تعود على العباد. قوله: ﴿ رُوحُ ٱلْقُدُسِ ﴾ بضم الدال وسكونها، قراءتان سبعيتان، أي الروح المقدس، بمعنى المطهر المنزه على الرذائل، فهو من إضافة الموصوف للصفة. قوله: ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾ الباء للملابسة، أي نزله تنزيلاً ملتبساً بالحق. قوله: (بإيمانهم به) أي بسبب إيمانهم بالقرآن. قوله: ﴿ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ أي وأما لغيرهم فهو خسران، لا يزيدون به إلا ضلالاً، فهو تعريض بحصول ضد ذلك لغير المسلمين. قوله: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ ﴾ أي علماً مستمراً لا تجدد فيه. قوله: ﴿ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ ﴾ ﴿ إِنَّمَا ﴾ أداة حصر، أي لا يعلم محمد القرآن إلا بشر، لا جبريل كما يقول. قوله: (وهو قين) أي حداد وكان رومياً وفي نسخه قن أي عبد واسمه جبر، وهو غلام عامر بن الحضرمي، وقيل يعنون جبراً ويساراً، كانا يصنعان السيوف بمكة، ويقرآن التوراة والإنجيل باللغة التي نزلا بها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه، ليتسلى بما وقع للأنبياء قبله، وقيل غير ذلك، وعلى كل فقد ورد أنه أسلم ذلك البشر الذي نسبوا لرسول الله التعلم منه. قوله: (قال تعالى) أي رداً عليهم. قوله: (يميلون) ﴿ إِلَيْهِ ﴾ أي ينسبون إليه أنه يتعلم منه. قوله: ﴿ أَعْجَمِيٌّ ﴾ الأعجمي الذي لم يتكلم بالعربية. قوله: ﴿ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ ﴾ أي ولا يكون العربي متلقياً من العجمي. قوله: (فكيف يعلمه أعجمي) أي لا يصح ولا يليق ذلك لاستحالته عادة.