قوله: ﴿ وَحْدَهُ ﴾ حال من قوله: ﴿ رَبَّكَ ﴾ بمعنى منفرداً في الألوهية. قوله: ﴿ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً ﴾ أي أعرضوا ولم يؤمنوا. قوله: ﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ﴾ المقصود من هذه الآية، تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما وقع من المشركين وتهديد لهم، حيث كانوا يجلسون عند النبي مظهرين الاستماع، وفي الواقع قاصدين الاستهزاء قوله: (من الهزء) بيان لما. قوله: ﴿ إِذْ يَسْتَمِعُونَ ﴾ ظرف لأعلم، وكذا قوله: ﴿ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ ﴾ والمعنى نحن أعلم بالذي يستمعون بسببه، وقت استماعهم إليك ووقت تناجيهم. قوله: ﴿ نَجْوَىٰ ﴾ إما مصدر أو جمع نجي. قوله: (بدل من إذ قبله) أي وهو قوله: ﴿ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ ﴾ قوله: ﴿ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ ﴾ أي لبعضهم، أو لمن كان قريباً منهم في المجلس من المؤمنين. قوله: ﴿ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ ﴾ أي حيث شبهوك بالأوصاف الناقصة، كالمسحور والشاعر والكاهن. قوله: ﴿ فَضَلُّواْ ﴾ (بذلك عن الهدى) أي لأن الهدى تابع للتسليم، وحسن العقيدة، وهؤلاء بريئون من ذلك. قوله: (طريقاً إليه) أي إلى الهدى لعدم تيسير أسبابه لهم. قوله: (منكرين للبعث) أشار بذلك إلى أن الاستفهام للإنكار والاستبعاد. قوله: ﴿ وَرُفَاتاً ﴾ هو ما بولغ في تفتيته ودقه حتى يصير كالتراب، وقيل هو التراب يؤيده أنه تكرر في القرآن تراباً وعظاماً. قوله: ﴿ قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً ﴾ أي جواباً عن إنكارهم البعث. والمعنى قل لهم: لو صرتم حجارة أو حديداً أو خلقاً آخر غيرهما، كالسماوات والأرض والجبال، فلا بد من إيجاد الحياة فيكم، فإن قدرة الله لا تعجز عن إحيائكم، وإعادتكم للجسمية والروحية، فكيف إذا كنتم عظاماً ورفاتاً؟ وليس المراد الأمر، بل المراد أنكم لو كنتم كذلك، لما أعجزتم الله عن الإعادة.


الصفحة التالية
Icon