قوله: ﴿ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ ﴾ أي بأن أعطيناه الصحة والغنى. قوله: (الكافر) أي فهذه الأوصاف في حقه، وكل ما ورد في حق الكفار من الذم، فإنه يجر بذيله على عصاة الأمة المتصفين بتلك الأوصاف. قوله: ﴿ أَعْرَضَ ﴾ (عن الشكر) أي عن صرف النعم في مصارفها وتكبر وتعاظم. قوله: (ثنى عطفه) ألوى جانبه. قوله: (متبختراً) أي متكبراً. قوله: ﴿ كَانَ يَئُوساً ﴾ أي غير راج رحمة الله، ولا ينافي ما هنا قوله تعالى في الآية الأخرى ﴿ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ ﴾ فذو دعاء عريض لأن الكفار مختلفون، فبعضهم في حال الشر يكثر الدعاء، وبعضهم يقنط من رحمة الله، أو يقال: إنهم وإن أكثروا الدعاء ظاهراً هم قانطون في الباطن من رحمة الله. قوله: ﴿ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ ﴾ أي كل واحد منا ومنكم، ويعمل على حالته وطبيعته وروحه التي جبل عليها، فالروح السعيدة صاحبها يعمل عمل السعداء، وتظهر منه الأخلاق المرضية، والأفعال الجميلة، وصاحب الروح الشقية، يعمل عمل الأشقياء، وتظهر منه الأخلاق القبيحة، والأفعال الخبيثة، وفي هذه الآية دليل على أن الظاهر عنوان الباطن. قوله: ﴿ أَهْدَىٰ ﴾ يجوز أن يكون من اهتدى على حذف الزوائد، وأن يكون من هدى المتعدي، وأن يكون من هدى القاصر بمعنى اهتدى، و ﴿ سَبِيلاً ﴾ تمييز على كل حال، وفي الآية اكتفاء، أي بمن هو أضل سبيلاً.