قوله: (بتزوج) دفع به ما يقال إن قولها ﴿ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ﴾ يدخل تحته ﴿ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً ﴾ فأجاب: بأن المس عبارة عن النكاح في الحلال، والزنا ليس كذلك، بل يقال فجر بها وما أشبه. قوله: ﴿ بَغِيّاً ﴾ لم يقل بغية لأن بغياً غالب في النساء، فأجروه إجراء حائض وطامث وعاقر، أو يقال إن أصله بغوياً بوزن فعول، اجتمعت الواو والياء، وسبقت أحداهما بالسكون، قلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء، وكسرت الغين لتصح الياء، وحيث كان بزنة فعول فلا تلحقه التاء، كما قال ابن مالك: وَلاَ تَلِي فَارِقة فَعولا أَصْلاً وَلاَ المفعَال وَالمفعِيلاَوهذا ليس استبعاداً منها لقدرة الله، وإنما هو تعجب من مخالفة العادة. قوله: (الأمر) قدره إشارة إلى أن كذلك خبر لمحذوف. قوله: ﴿ قَالَ رَبُّكِ ﴾ بمنزلة العلة كأنه قيل: الأمر كذلك لأنه علينا هين ولنجعله الخ. قوله: (على قدرتنا) أي كمال قدرتنا على أنواع الخلق، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا انثى، وخلق عيسى من إنثى بلا ذكر، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى. قوله: ﴿ أَمْراً مَّقْضِيّاً ﴾ أي لا يتغير ولا يتبدل. قوله: (فنفخ جبريل) أي نفخة وصلت إلى فرجها ودخلت منه جوفها، وليس المراد أنه نفخ في فرجها مباشرة. قوله: (درعها) أي قميصها. قوله: ﴿ مَكَاناً قَصِيّاً ﴾ أي بعيداً من أهلها، وهو بيت لحم، فراراً من تعيير قومها بولادتها من غير زوج.