قوله: ﴿ فَلَمَّآ أَتَاهَا ﴾ أي النار التي آنسها. قوله: (وهي شجرة عوسج) هذا أحد أقوال فيها، وقيل عليق، وقيل عناب. قوله: ﴿ نُودِيَ يٰمُوسَىٰ * إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ ﴾ هذا أول المكالمة بينه وبين الله تعالى، وآخر قوله فيما يأتي﴿ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴾[طه: ٤٨] وهذا بالنسبة لهذه الواقعة، وإلا فله مكالمات أخر، وسمع الكلام بكل أجزائه من جميع جهاته، حتى أن كل جارحة منه كانت أذناً. قوله: ﴿ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ أي تواضعاً لله، ومن ثم كان السلف يطوفون بالكعبة حفاة، وقيل أمر بخعلهما لنجاستهما، لأنهما كانا من جلد حمار ميت لم يدبغ، روي أنه خلعهما وألقاهما خلف الوادي. قول: (بالتنوين وتركه) هما قراءتان سبيعتان. قوله: ﴿ وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ ﴾ أي للنبوة والرسالة، وكان عمره إذ ذاك أربعين سنة، كما سيأتي عند قوله تعالى:﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ ﴾[طه: ٤٠].
قوله: ﴿ إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ ﴾ بدل مما يوحى، وهو إشارة للعقائد العقلية، وقوله: ﴿ فَٱعْبُدْنِي ﴾ إشارة للأعمال الفرعية، وقوله: ﴿ إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ ﴾ إشارة للعقائد السمعية، فقد اشتمل ذلك على جملة الدين. قوله: ﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ ﴾ خصها بالذكر، وإن كانت داخلة في جملة العبادات، لعظم شأنها واحتوائها على الذكر، وشغل القلب واللسان والجوارح، فهي أفضل أركان الدين بعد التوحيد. قوله: ﴿ لِذِكْرِيۤ ﴾ (فيها) أي لتذكرني فيها، لأنها مشتملة على كلامي وغيره من أنواع الذكر. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ ﴾ أي حاصلة ولا بد، وسميت ساعة لأنها تأتي في ساعة، أي قطعة من الزمان. قوله: ﴿ أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾ أي أريد إخفاء وقتها، والحكمة في إخفاء وقتها وإخفاء الموت، أن الله تعالى، حكم بعدم قبول التوبة عند قربها وفي الغرغرة، فلو عرف الخلق وقتهما، لاشتغلوا بالمعاصي إلى قرب ذلك الوقت، ثم يتوبون فيتخلصون من عقاب المعصية، فتعريف وقتهما كالإغراء بفعل المعاصي. قوله: (بعلاماتها) أي أماراتها، وأول العلامات الصغرى بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخرها ظهور المهدي. قوله: ﴿ لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ ﴾ إما متعلق بأخفيها أو بآتية، وقوله: ﴿ أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾ جملة معترضة بين المتعلق والمتعلق. قوله: ﴿ بِمَا تَسْعَىٰ ﴾ ما موصولة، وجملة ﴿ تَسْعَىٰ ﴾ صلته، والعائد محذوف قدره المفسر بقوله: (به).


الصفحة التالية
Icon