قوله: ﴿ قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ ﴾ إنما حصل له الخوف، لأن صورتها هائلة، فشعبتاها صارتا شدقين لها، والمحجن عنقها، وعيناها تتقدان ناراً تمر بالشجرة العظيمة فتقلمها، وتقطع الشجرة العظيمة بأنيابها، ويسمع لأنيابها صوت عظيم، فظن أنها سطوة من الله عليه، فولى مدبراً ولم يعقب، فلما قال الله له: ﴿ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ ﴾ تبين له أنها نعمة لا نقمة. قوله: (فأدخل يده) أي مكشوفة، وقيل كان عليه مدرعة صوف، فلما قال له خذها، لف كم المدرعة على يده، فأمره الله أن يكشف يده وقال: أرأيت لو أذن الله لها، أكانت المدرعة تغني عنك شيئاً؟ قال: لا، ولكني ضعيف، من الضعف خلقت، فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية. قوله (وتبين) هو فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على موسى أي علم. قوله: (أن موضع) ألخ، في محل المفعول به. قوله: (موضع مسكها) أي الاتكاء عليها، والمعنى أنه لما وضع يده في فمها، وانقلبت عصا ويده بحالها، رأى محل يده هو ما بين الشعبتين، فالشعبتان صارتا شدقين، وصار ما تحتهما وهو محل مسكها بيده عنقاً لها. قوله: (ورأى ذلك) أي بصر الله موسى قلبها حية في ذلك الوقت لئلا يجزع، الخ. قوله: (لدى فرعون) أي عنده. قوله: (بمعنى الكف) أي لا بمعنى حقيقتها، وهي من الأصابع إلى المنكب، قوله: (تحت العضد) بيان للمواد من الجنب، وقوله: (إلى الإبط) أي من المرفق منتيهاً إلى الإبط. قوله: (من الأدمة) أي السمرة. قوله: ﴿ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً ﴾ متعلق بتخرج، وهذا يسمى عند أهل البيان احتراساً وهو أن يؤتى بشيء يرفع توهم غير المواد، لأن البياض قد يراد به البرص والبهق، قوله: (تضيء كشعاع الشمس) أي فكان إذا أدخل يده اليمنى في جيبه، وأدخلها تحت إبطه الأيسر وأخرجها، كان لها نور ساطع، يضيء بالليل والنهار، كضوء الشمس والقمر أشد ضوءاً، ثم إذا ردها إلى جيبه، صارت إلى لونها الأول. قوله: (الآية) ﴿ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ قدره إشارة إلى أن ﴿ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾ صفة لمحذوف مفعول ثاني لقوله نريك، والكاف مفعول أول، والكبرى اسم تفضيل، والمعنى التي هي أكبر من غيرها، حتى من العصا، لأنها لم تعارض أصلا، وأما العصا فقد عارضها السحرة.


الصفحة التالية
Icon