قوله: ﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ﴾ هذا من جملة جواب موسى عن سؤال فرعون الأول. قوله: ﴿ مَهْداً ﴾ أي كالمهاد. قوله: (طرقاً) أي تسلكونها من قطر إلى قطر لتقضوا مآربكم. قوله: (قال تعالى) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً ﴾ من كلامه تعالى، لا بطريق الحكاية عن موسى، بل خطاباً لأهل مكة وامتناناً عليهم، وينتهي إلى قوله: ﴿ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴾ وقيل إنه من كلام موسى أيضاً، وفيه التفات من الغيبة للتكلم. قوله: (وخطاباً لأهل مكة) أي في قوله: ﴿ كُلُواْ وَٱرْعَوْا ﴾ قوله: (شتى) ألفه للتأنيث. قوله: (يقال رعت الأنعام) الخ، أي فيستعمل لازماً ومتعدياً. قوله: (أي مبيحين لكم) المناسب أن يقول قائلين لكم كلوا الخ، فهو أمر إباحة. قوله: (جمع نهية) وقيل إن اسم مفرد فهو مصدر كالهدى والسرى. قوله: (بخلق أبيكم آدم منها) أي فجميع الخلق غير آدم، خلقوا من الأرض بواسطة، وهذا أحد قولين، وقيل كل إنسان خلق من التراب بلا واسطة، لأن كل نطفة وقعت في الرحم، يأخذ الملك الموكل بها شيئاً من تراب المكان الذي يدفن فيه، فيذره على النطفة، فيخلق الله النسمة من النطفة والتراب. قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا ﴾ إخبار عما وقع لموسى في مدة دعائه لفرعون، وبهذا التقرير صح قول المفسر (التسع) واندفع ما يقال إن فرعون في ابتداء الأمر، لم ير إلا العصا واليد، وعليه فتكون هذه الجملة معترضة بين القصة. قوله: ﴿ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ ﴾ أي بعد أن رأى ما رأى من معجزة العصا واليد، قال ما ذكر تستراً وخوفاً على حظ رياسته لئلا يؤمن قومه. قوله: ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ ﴾ اللام موطئة لقسم محذوف تقديره وعزتي وكبريائي، وقوله: ﴿ بِسِحْرٍ ﴾ متعلق بنأتينك. قوله: ﴿ مِّثْلِهِ ﴾ أي في الغرابة. قوله: ﴿ مَوْعِداً ﴾ الأحسن أنه ظرف زمان مفعول أول مؤخر لقوله اجعل، وقوله: ﴿ بَيْنَنَا ﴾ مفعول ثاني مقدم، وقوله: (ينزع الخافض) أي فالمعنى عين زماناً بيننا وبينك نجتمع فيه في مكان سوى أي متوسط. قوله: (بكسر أوله وضمه) أي فهما قراءتان سبعيتان.


الصفحة التالية
Icon