قوله: ﴿ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ ﴾ ﴿ أَن ﴾ وما بعدها في تأويل مصدر منصوب بفعل محذوف قدره المفسر بقوله: (اختر). قوله: ﴿ قَالَ بَلْ أَلْقُواْ ﴾ أي ليظهر الفرق بين المعجزة والسحر. قوله: ﴿ فَإِذَا حِبَالُهُمْ ﴾ إذا فجائية، و ﴿ حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ ﴾ مبتدأ خبره جملة ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ﴾ الخ. قوله: (أصله عصور) بوزن فلوس، وقوله: (قلبت الواو ياءين) الخ، أي قلبت الثانية ياء لوقوعها متطرفة، فاجتمعت مع الواو، وسبقت إحداهما بالسكون، قلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء. قوله: (وكسرت العين) أي اتباعاً للصاد، (والصاد) لتصح الياء. قوله: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ﴾ أي لأنهم طلوها بالزئبق، فلما اشتد حر الشمس، اضطربت واهتزت، فتخيل أنها تتحرك. قوله: ﴿ خِيفَةً ﴾ أصله خوفة قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها. قوله: (من جهة أن سحرهم) الخ، جواب عما يقال: كيف حصل له الخوف، مع علمه بأنه على الحق، ولا يصل له سوء منهم. قوله: ﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ ﴾ فيه إشارة إلى أن لهم علواً وغلبة بالنسبة لسائر الناس، فطمنه الله بأمور لا تخطر بباله، فإن ابتلاع العصا لحبالهم وعصيهم، أمر لا يخطر ببال موسى. قوله: ﴿ تَلْقَفْ ﴾ بفتح اللام وتشديد القاف، أو بسكون اللام وفتح القاف، قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ مَا صَنَعُوۤاْ ﴾ أي اخترعوا مما لا حقيقة له. قوله: (أي جنسه) دفع بذلك ما يقال: لمَ لَمْ يقل: ولا يفلح السحرة؟ بصيغة الجمع، وفيه إشارة إلى أن الكلام موجه للعموم، فكأنه قال: لا يفلح كل ساحر، سواء كان من هؤلاء، أو من غيرهم. قوله: ﴿ حَيْثُ أَتَىٰ ﴾ أي في أي زمان أو مكان أقبل منه. (فألقى موسى عصاه) الخ، قدره إشارة إلى أن قوله: ﴿ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً ﴾ مرتب على محذوف. قوله: ﴿ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً ﴾ أي إيماناً بالله، وكفراً بفرعون، وهذا من غرائب قدرة الله، حيث ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين، قيل لم يرفعوا رؤوسهم من السجود، حتى رأوا الجنة والنار والثواب والعقاب، ورأوا منازلهم في الجنة. قولهم: (و) ﴿ قَالُوۤاْ آمَنَّا ﴾ قدر المفسر الواو إشارة إلى أنه معطوف على قوله: ﴿ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً ﴾ وفيه إيماء إلى أنهم جمعوا في الإيمان بين القول والفعل.