قوله: ﴿ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ ﴾ إن حرف توكيد ونصب، والجار والمجرور خبرها مقدم، و ﴿ أَن تَقُولَ ﴾ في محل نصب اسمها مؤخر. والمعنى أن هذا القول الثابت لك ما دمت حياً، لا ينفك عنك، فكان يصيح في البرية لا مساس، وحرم موسى عليهم مكالمته ومواجهته ومبايعته، ويقال إن قومه باقية فيهم تلك الحالة إلى الآن، وهذه الآية أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم وعدم مخالطتهم. قوله: (فكان يهيم في البرية) أي مع السباع والوحوش. يقال إن موسى هم بقتله، فقال الله له: لا تقتله فإنه سخي. قوله: (وبفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ ﴾ أي فلا يبقى له عن ولا أثر. قوله: (بعد ذبحه) أي ولما ذبحه سال منه الدم. قوله: ﴿ إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ﴾ الخ، كلام مستأنف لتحقيق الحق وإبطال الباطل، وهذا آخر قصة موسى المذكورة في هذه السورة. قوله: ﴿ كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ ﴾ جملة مستأنفة، ذكرت تسلية له صلى الله عليه وسلم وتكثيراً لمعجزاته، وزيادة في علم أمته، ليعرفوا أحباب الله فيحبونهم، وأعداء الله فيبغضونهم ليزدادوا رفعة وشأناً، حيث اطلعوا على سير الأوائل. قوله: (أي كما قصصنا عليك) أشار بذلك إلى أن الكاف نعت لمصدر محذوف، تقديره كقصصنا هذا الخبر الغريب نقص عليك الخ. قوله: (هذه القصة) أل للجنس لأن المتقدم ثلاث قصص، قصة موسى مع فرعون، ومع بني إسرائيل، ومع السامري. قوله: ﴿ ذِكْراً ﴾ سمعي بذلك لتذكيره النعم والدار الآخرة. قوله: ﴿ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ﴾ هذه الجملة في محل نصب صفة لذكراً. قوله: (فلم يؤمن به) أشار بذلك إلى أن المراد بالإعراض عنه الكفر به، وإنكار كونه من عند الله، كلاً أو بعضاً. قوله: (من الإثم) بيان للحمل الثقيل.