قوله: ﴿ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ﴾ أي حيث علمت أن تأخير عذابهم ليس بإهمال، بل هو لازم لهم في القيامة، فتسل واصبر ولا تنزعج. قوله: (منسوخ بآية القتال) أي وعليه فالمراد بقوله اصبر لا تعاجلهم بالقتال، وقيل إن الآية محكمة، وعليه فالمراد بالصبر عدم الاضطراب مما صدر منهم من الأذية. قوله: (صلِّ) إنما سمى التسبيح والتحميد صلاة لاشتمالها عليهما، ولأن المقصود من الصلاة تنزيه الله عن كل نقص. والمعنى لا تشتغل بالدعاء عليهم، بل صلِّ الصلوات الخمس، ولما كان الأصل في الأمر الوجوب حمل الأمر بالتسبيح والتحميد على الأمر بالصلاة. قوله: (حال) أي من فاعل ﴿ سَبِّحْ ﴾ والباء في ﴿ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ للملابسة كما قال المفسر. قوله: ﴿ وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ ﴾ جمع إنى بكسر الهمزة والقصر كمعى، وأصله أأناء بهمزتين، أبدلت الثانية ألفاً على القاعدة المعروفة. قوله: ﴿ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ ﴾ المراد بالجمع ما فوق الواحد، لأن المراد به الزمن الذي هو آخر النصف الأول وأول الثاني. قوله: (المنصوب) أي بسبح. والمعنى صلِّ في أطراف النهار، وهو الوقت الذي يجمع الطرفين وهو الزوال. قوله: ﴿ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴾ متعلق بسبح، أي سبح في هذه الاوقات لعلك ترضى بذلك، وانظر إلى هذا الخطاب اللطيف المشعر بأنه صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين وأفضل الخلق أجمعين حيث قال له ربه ﴿ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴾ ولم يقل لعلي أرضى عليك ونحو ذلك، ومن هنا قوله عليه الصلاة والسلام:" وجعلت قرة عيني في الصلاة "وقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك، فصلاته صلى الله عليه وسلم مأمور بها ليرضى هو، لا ليكفر الله عنه سيئاته، ولا ليرضى عليه، وحينئذ فلا كلفة عليه فيها، لأن فيها شهوده لربه الذي هو قرة عينه، وللعارفين الكاملين من أمته، نصيب من هذا المقام. قوله: ﴿ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ﴾ عطف على ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ أي لا تنظر بعينيك إلى زهرة الدنيا نظر رغبة، وهذا الخطاب لرسول الله والمراد غيره، لأن ذلك مستحيل عليه، لما ورد: أنه خير بين أن يكون نبياً ملكاً، أو نبياً عبداً، فاختار أن يكون نبياً عبداً، وورد" لست من الدنيا، وليست الدنيا مني ". قوله: (أصنافاً) ﴿ مِّنْهُمْ ﴾ أي الخلق، فالدنيا دائرة في أصناف الخلق، فتارة تكون مع الشريف، وتارة مع الوضيع، وهكذا. قوله: ﴿ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ الأحسن أنه منصوب على أنه مفعول ثان لمتعنا، بتضمينه معنى أعطينا، والأول هو قوله: ﴿ أَزْوَاجاً ﴾.
قوله: (بأن يطغوا) الباء سببية، أي نفتنهم بسبب طغيانهم فيه. قوله: ﴿ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴾ أي فعلى الإنسان أن يشتغل بما هو خير وأبقى، وهو الجنة ونعيمها، ويترك ما يفنى وهو الدنيا، وقسمته الأزلية تأتيه منها من غير تعب ولا مشقة. قوله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ ﴾ أي أمتك. قوله: ﴿ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ أي وأمرهم بذلك. قوله: ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ﴾ أي نحن متكفلون برزقك، فتفرغ لما كلفت به، ولا تشتغل بما تكفلنا لك به. وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب أهل بيته ضيق، أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية. قوله: ﴿ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ﴾ أي الجميلة المحمودة لأهل التقوى. قوله: (أي المشركون) أي وهم كفار مكة. قوله: (مما يقترحونه) أي يطلبونه هنا كما تقدم في قوله تعالى:﴿ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً ﴾[الإسراء: ٩٠] الآيات. قوله: ﴿ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة على ذلك المحذوف، أي أعموا ولم تأتهم الخ. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰذ ﴾ أي الكتب المتقدمة، والمعنى ألم يكتفوا بالقرآن المحتوي على أخبار الأمم الماضية.


الصفحة التالية
Icon