قوله: ﴿ مَن فَعَلَ هَـٰذَا ﴾ أي التكسير، و ﴿ مَن ﴾ يحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ، و ﴿ فَعَلَ هَـٰذَا ﴾ خبره أو موصولة، و ﴿ فَعَلَ ﴾ صلته، و ﴿ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ خبره. قوله: ﴿ قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى ﴾ القائل هم الضعفاء من قوم إبراهيم الذين سمعوا حلفه. قوله: (أي يعيبهم) أي ينقصهم ويستهزئ بهم. قوله: ﴿ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ مرفوع على أنه نائب فاعل يقال على إرادة لفظه، أو مبتدأ خبره محذوف، أي يقال له إبراهيم فاعل ذلك، أو منادى، وحرف النداء محذوف، أو خبر لمحذوف، أي يقال له هذا ابراهيم. قوله: ﴿ قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ ﴾ القائل لذلك النمروذ. قوله: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴾ أي لعل الناس يشهدون عليه بفعله، بأن يكون أحد من الناس رآه يكسرها. قوله: (بتحقيق الهزتين) أي بإدخال ألف بينهما وتركه، فتكون القراءات السبعيات خمساً، وحاصلها أن الهمزتين إما محققتان، أو الثانية مسهلة، وفي كل إما بإدخال ألف بينهما أولا، فهذه أربع، والخامسة إبدال الثانية ألفاً. قوله: ﴿ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا ﴾ اعلم أن هذا من التعريض، لأن القاعدة أنه إذا دار الفعل بين قادر عليه، وعاجز عنه، وأثبت للعاجز بطريق التهكم به، لزم منه انحصاره في الآخر، فهو إشارة لنفسه، مضمناً فيه الاستهزاء والتضليل. وقوله: ﴿ هَـٰذَا ﴾ بدل من ﴿ كَبِيرُهُمْ ﴾ أو نعت له، ورد أن ابراهيم قال لهم: إن الكبير غضب من إشراككم معه غيره الصغار في العبادة فكسرهن، وأراد بذلك إقامة الحجة عليهم. قوله: ﴿ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ ﴾ أي إن كانوا ممن يمكن أن ينطق، وخص النطق بالذكر، وإن كان غيره من السمع والعقل وبقية أوصاف العقلاء كذلك لأنه أظهر في تبكيتهم. قوله: (فيه تقديم جواب الشرط) أي وهو قوله: ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ ﴾ وفيه إشارة إلى أن قوله: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا ﴾ مرتبط بقوله: ﴿ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ ﴾ والمعنى بل فعله كبيرهم هذا، إن كانوا ينطقون فاسألوهم. قوله: ﴿ فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾ أي إلى عقولهم، وتذكروا أن من لا يقدر على دفع المضرة، أو جلب المنفعة، كيف يصلح أن يكون إلهاً؟


الصفحة التالية
Icon