قوله: ﴿ وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ﴾ عطف على ﴿ فُتِحَتْ ﴾.
قوله: (أي للقصة) أشار بذلك إلى أن الضمير للقصة، و ﴿ شَاخِصَةٌ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ أَبْصَارُ ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة خبر ﴿ هِيَ ﴾ والتعقيب عرفي، لأن التفاوت القليل كالعدم، فاندفع ما يقال إنه رتب الشخوص على فتح السد، واقتراب الساعة مع الشخوص، لا يوجد إلا مع القيامة. قوله: (يقولون) ﴿ يٰوَيْلَنَا ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ يٰوَيْلَنَا ﴾ مقول لقول محذوف. قوله: ﴿ بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ إضراب عن قولهم ﴿ قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ ﴾ لعله ينفعهم الإقرار بالذنب فلا ينفعهم. قوله: (من الأوثان) خصها بالذكر لأنها كانت معظم معبوداتهم، وإلا فالشمس والقمر يصيران ثورين عقيرين في النار. قوله: (وقودها) أي وسمي حصيباً، لأنه يرمى بهم فيها كما ترمى الحصباء. قوله: ﴿ لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً ﴾ الخ، تبكيت عليهم. قوله: ﴿ زَفِيرٌ ﴾ أي أنين وتنفس شديد. قوله: (لشدة غليانها) أي فعدم سماعهم لشدة غليان النار عليهم لما ورد: إذا بقي من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخرى، ثم تلك التوابيت في توابيت أخرى عليها مسامير من نار، فلا يسمعون ولا يرى أحد منهم أن في النار أحداً يعذب غيره. قوله: (ونزل لما قال ابن الزبعرى) الخ، حاصل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، فعرض له النضر بن الحرث، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه، ثم تلا عليه: ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ الآيات الثلاث، ثم قال فأقبل ابن الزبعرى، وهو بكسر الزاي وفتح الياء وسكون العين وفتح الراء مقصوراً، وقد أسلم بعد ذلك، فأخبره الوليد بن المغيرة بما قاله رسول الله لهم، فقال: أما والله لو وجدته لخصمته، فدعوا رسول الله، فقال له ابن الزبعرى: أنت قلت ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾؟ قال: نعم، قال: أليست اليهود تعبد عزيراً، والنصارى تعبد المسيح، وبنو مدلج يعبدون الملائكة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هم يعبدون الشيطان، فنزلت هذه الآية رداً عليه. قوله: (المنزلة) ﴿ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾ أي الدرجة والرتبة الحسنى، أو المراد الكلمة الحسنى وهي لا إله إلا الله، أو المراد السعادة الأبدية. قوله: (ومنهم من ذكر) أي العزير وعيسى والملائكة، والمعنى أن كل من سبقت له الحسنى، سواء عبد أو لا فهو مبعد عن النار. قوله: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ أي عن جهنم. إن قلت: كيف ذلك مع قوله تعالى:﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ﴾[مريم: ٧١] والورود يقتضي القرب منها؟ أجيب: بأن المراد مبعدون عن عذابها وألمها، فإن المؤمنين إذا مروا على النار تخمد وتقول جز يا مؤمن، فإن نورك قد أطفأ لهبي، وهذا لا ينافي الورود. قوله: ﴿ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ﴾ أي حركة تلهبها، وفي هذا تـأكيد بعدهم عنها.


الصفحة التالية
Icon